السياسة

عواقب وخيمة… ما الذي ينتظر العالم بعد اتهام أمريكا بنشر كورونا

رجح خبراء احتمالية ما قاله المتحدث باسم الحكومة الصينية، بشأن أن الجيش الأمريكي ربما جلب فيروس كورونا إلى مدينة ووهان الصينية.

وقال المتحدث تشاو لي جيان عبر حسابه بموقع تويتر: “متى ظهر المرض في الولايات المتحدة؟ وكم عدد الذين أصيبوا؟ وما أسماء المستشفيات؟ ربما جلب الجيش الأمريكي الوباء إلى ووهان. تحلوا بالشفافية! أعلنوا بياناتكم! أمريكا مدينة لنا بتفسير”.

ويرى الخبراء أن جميع المؤشرات تشير إلى احتمالية ضلوع الولايات المتحدة الأمريكية في نشر الفيروس، خاصة في ظل تزامن ظهوره مع الصين في إيران.

وبحسب الخبراء فإن الخطوة سترتب عليها الكثير من المخاطر الاقتصادية والعسكرية، في ظل احتمالية تحول الأمر إلى حرب مدمرة.

إشارات ليست عبثية

يرى وسيم بزي الخبير السياسي اللبناني، إنه من المبكر حسم الجدل حول نشأة هذا الفيروس بالتحديد من أنواع كورونا، خاصةً أن الأمر لم يتجاوز الذروة العالمية للوباء.

يشير بزي في الوقت ذاته إلى أن البداية المبكرة لهذه الإشارات تجاه الولايات المتحدة ليست عبثية، أو وليدة الصدفة، بقدر ما تستند على إدراك اللاعبين الكبار على مسرح لعبة الأمم العالمي، أن أدوات الحرب البيولوجية تحتل منذ عقدين أحد الأشكال المتجددة للحروب القادمة.

ويشدد على أن اتهام الولايات المتحدة المبكر يؤسس لمرحلة الصراع العالمي ” ما بعد الكورونا”، والذي سيُلقي بظلاله سريعاً على السياسة وعلى الاقتصاد العالميين، خاصةً أن ثبات التهمة أو مجرد توجيهها للأمركيين يثبت أن قواعد الاشتباك متفلتة من أي ضوابط أخلاقية أو قيمية تراعي الحد الأدنى من قواعد الأمن العالمي للشعوب.

أدوات جديدة وسياسات عدائية

وتابع أن الجانب الأمريكي يدرك أن أُحادية سطوته على البشرية تتفلت من بين يديه بشكل ناعم وسلس، في ظل تقدم اقتصادي مضطرد للصين، واستعراض روسي مستمر للقدرة العسكرية، وفعالية إقليمية واعدة لإيران، وشيخوخة ثقيلة لأوروبا، وعلى أساس هذا الإدراك تحاول الولايات المتحدة تأخير الواقع أو إعاقة المسار، وأن الجاري حالياً مع الكورونا هو نموذج للسياقات القادمة، من المواجهة والأدوات الجديدة، التي تدخل إلى العصر القادم من قواعد الاشتباك.

في الإطار ذاته قال عبد الإله الخضري ناشط حقوقي وباحث دكتوراة في الاقتصاد السياسي بالمغرب، إن التصريحات التي أطلقها مسؤول صيني رفيع المستوى لم تأت من فراغ.

وأضاف أن  المتتبع للسياسات التجارية ذات الطبيعة العدائية التي تنتهجها إدارة ترامب ضد الشركات الصينية، يستنبط أمرا لا مناص منه، وهو أن اللوبيات العالمية الكبرى، خاصة بأمريكا متربصة بالمارد الصيني.

ويرى أن الحرب الاقتصادية لم تعد كافية لكبح تطوره، وأن هناك جبهات أخرى للحرب قد فتحت، منها الحرب السيبرانية، والتي من الملاحظ أن الصينيين متفوقون فيها إلى حد ما، مما قد يدفع الأمريكيين وحلفاؤهم الإسرائيليين إلى خوض حرب بيولوجية.

مؤشرات عديدة تفيد بأن فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 صناعة مخبرية، وليس تطورا طبيعيا لفيروسات الأنفلونزا وعائلة كورونا المعروفة عالميا منذ 2003.

تزامن الظهور في إيران

 يوضح الخضري أن  نظرية المؤامرة تتأكد حين يتزامن إصابة سكان ووهان الصينية، بانتشار الفيروس بإيران بشكل كبير، قياسا مع باقي الدول، فيما يتحدث ترامب نفسه، وهو المعروف بصراحته غير العادية، عن اطمئنانه من عدم إصابته بالفيروس، رغم اتصاله المباشر برئيس البرازيل، الذي تأكدت إصابته بالفيروس.

يشدد الخضري على أن  كل هذه المؤشرات تؤكد إلى حد بعيد بداية حرب بيولوجية عالمية، ستكون عواقبها  وخيمة على الاقتصاد العالمي، وقد تنهار اقتصاديات دول برمتها.

 ويشير إلى أن الخسائر تتراوح حتى الٱن بين مائة ومائتي مليار دولار، وأنها في تصاعد مضطرد، وربما تتسبب في نشوب حرب نووية مدمرة، ما لم تتخذ إجراءات حقيقية للحد من هذا الوباء الذي من المرجح افتعاله.

يقول الدكتور عماد عكوش الخبير الاقتصادي اللبناني، إن ما كشف عنه مصدر رسمي صيني حول احتمال ضلوع الولايات المتحدة في حرب بيولوجية ضد الصين، وطلب المتحدث لبعض المعلومات حول عدد الإصابات والمتوفين بفيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية يثير الكثير من التساؤلات، خاصة مدى إمكانية تحول الأمر إلى معركة جدية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

استعدادات الصين

وأضاف عكوش، أن الصين لا زالت غير مستعدة لمعركة مع الولايات المتحدة، إلا أنه حال صحة الاتهامات، ستكون نقطة تحول للمشروع الصيني على المستوى العسكري وعلى المستوى الاقتصادي.

ويرى أنه بإمكان الصين وبموجب هذه التحولات إعادة  رسم سياسات جديدة، تستند على خلق توازن عسكري جديد على المدى المتوسط، وبالتالي خلق قوة ردعية خاصة بها، لمنع أي هجوم مستقبلي عليها سواء عبر حرب جرثومية أو عبر حرب عسكرية تقليدية أو نووية.

وحسب توقعاته فإن الصين ستسعى إلى رسم خارطة طريق خاصة بها لحماية نفسها من أي تحركات أو هجوم، يمكن أن يحصل عليها في المستقبل، وستعيد رسم خارطة تحالفاتها في المنطقة، وخاصة لناحية الدول المحيطة بها إقليميا لعدم ترك أي خرق لها عبر حدائقها المحيطة بها.

وكانت الصين، في وقت سابق، وجهت للولايات المتحدة اتهامات بتعمد نشر الذعر بسبب كورونا، متهمة واشنطن بالمبالغة في ذلك وتشجيع الهلع الجماعي حول العالم.

إذا قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي: “بعض الدول وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية، تتعامل مع فيروس كورونا بطريقة عجيبة جدا”، مضيفة:

“لم تتلق الصين أية مساعدة جوهرية من الولايات المتحدة، وكل ما تلقته بكين هو نشر الذعر فقط، رد فعل الولايات المتحدة محاولة منها لخلق حالة من الخوف ونشر الذعر في كل العالم”.

وقالت هوا تشون ينغ: “الولايات المتحدة، كانت أول دولة تقترح انسحابا جزئيا لموظفي سفارتها، وأول دولة تفرض حظرا على سفر الأشخاص من الصين”.

وأردفت قائلة “كل ما فعلته لا يمكن أن يوصف إلا أنه لخلق ونشر الخوف وهو مثال سيء، ثم يتحدثون عن تقديمهم للمساعدة”.

وأعلنت السلطات الصينية، ارتفاع حصيلة الوفيات بفيروس كورونا المستجد داخل البلاد إلى 3169 عقب تسجيل 11 حالة وفاة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية.

فيما وصل عدد الإصابات المؤكدة إلى 80 ألفا و793 حالة، وشفاء ما يقارب 62 ألفا و793 حالة عقب معالجتهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى