انضمت زوجة رئيس وزراء كندا جاستن ترودو ووزير الداخلية الأسترالي ولاعب كرة قدم بنادي تشيلسي الإنجليزي إلى قوائم المصابين بفيروس كورونا الذي أصاب حوالي 135 ألف شخص وتسبب في وفاة أكثر من 4900 في مختلف أنحاء العالم.
واتخذت الحكومات والبنوك المركزية المزيد من التدابير الاستثنائية لمعالجة الآثار الاقتصادية لانتشار الفيروس يوم الجمعة الأمر الذي ساعد أسواق المال على التخفيف من بعض الخسائر الحادة التي منيت بها في الوقت الذي نالت فيه قرارات الإلغاء أو التأجيل من المزيد من المناسبات والفعاليات الكبرى.
وشارف أعضاء الكونجرس الأمريكي والبيت الأبيض على التوصل لاتفاق حول حزمة مساعدات اقتصادية للتخفيف من أثر انتشار الفيروس وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب إنها تأمل إعلان الاتفاق يوم الجمعة.
ويحذر الخبراء من احتمال إصابة عدد أكبر بكثير من الناس بالفيروس الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية في أواخر العام الماضي وذلك في ضوء نقص الاختبارات ووجود حالات لا يتم الإبلاغ عنها.
وتواجه السلطات الصحية في مختلف أنحاء العالم احتمال زيادة الحالات بشدة عن قدرات الأجهزة المعنية.
وقالت كيري تشانت كبيرة مسؤولي الصحة بولاية نيو ساوث ويلز ”نحن نتوقع إصابة 20 في المئة من السكان في الموجة الأولى“.
وتعد هذه الولاية أكثر ولايات استراليا سكانا ويتجاوز عدد سكانها سبعة ملايين نسمة وقالت تشانت إن نماذج التوقعات تشير إلى أن خمسة في المئة من سكان الولاية أي نحو 350 ألف شخص سيحتاجون علاجا في المستشفيات نتيجة للإصابة بالفيروس.
وبلغ عدد الحالات المسجلة في أستراليا نحو 160 حالة وثلاث حالات وفاة من جراء الإصابة بالمرض الذي يشبه الإنفلونزا.
ومن بين أبرز الشخصيات المصابة في أستراليا بيتر داتون وزير الشؤون الداخلية الذي قال إنه يشعر بأنه على ما يرام.
وأعلن الممثل السينمائي توم هانكس في أستراليا يوم الخميس أنه أصيب هو وزوجته ريتا ويلسون بالفيروس.
وقال ترودو إنه ملتزم بالعزل لمدة أسبوعين بعد أن أظهر اختبار إصابة زوجته صوفي بالفيروس. وقالت صوفي إنها تعاني ”من أعراض مزعجة“ مضيفة أنها ستقف على قدميها مرة أخرى قريبا.
وبلغ عدد الحالات المعلنة في كندا 145 حالة إصابة بالفيروس أي أنها زادت لثلاثة أمثال ما كانت عليه قبل أسبوع. وشهدت كندا حالة وفاة واحدة.
ونال الفيروس من عدد من مشاهير عالم الرياضة وتم وقف بطولة اللاعبين للجولف وسباق الجائزة الكبرى فورمولا 1 في أستراليا. كما أغلقت نيبال جبل إيفرست أمام الراغبين في تسلقه.
وقالت الأجهزة المسؤولة عن كرة القدم في إنجلترا في بيان مشترك يوم الجمعة إنها قررت وقف جميع بطولات الدوري بما في ذلك الدوري الممتاز حتى الرابع من أبريل نيسان المقبل بسبب فيروس كورونا.
جاء ذلك بعد أنباء إصابة كالوم هدسون أودوي مهاجم نادي تشيلسي بالفيروس. وقال النادي إنه سيتم عزل جميع لاعبي الفريق الأول وفريق التدريب.
كما أظهرت الاختبارات إصابة ميكل ارتيتا مدير الكرة بنادي أرسنال بالفيروس.
وقد صدرت قرارات بتعليق عدد من مسابقات دوري كرة القدم في أوروبا وتم تعليق مباريات التنس الكبرى للرجال لمدة ستة أسابيع وأوقفت الرابطة الوطنية للهوكي نشاطها وصدرت تعليمات بإقامة جميع مباريات الكريكت دون جمهور.
* مذبحة في الأسواق
تباطأ انتشار المرض في المركز الذي انطلق منه في إقليم هوبي الصيني بشكل ملحوظ وسط قيود صارمة على حركة وسائل المواصلات وحركة الناس ومع إغلاق مدن وأقاليم.
وأعلنت السلطات ظهور خمس إصابات جديدة فقط يوم الجمعة في ووهان عاصمة الإقليم حيث تم رصد الفيروس للمرة الأولى في ديسمبر كانون الأول ولم يتم الإبلاغ عن أي حالات عدوى محلية جديدة في بقية أنحاء الصين.
ورغم الأنباء الإيجابية القادمة من الصين فقد منيت الأسواق العالمية بخسائر جديدة إذ أغلق مؤشر نيكي للأسهم اليابانية منخفضا ستة في المئة بعد تراجع الأسهم في أسواق وول ستريت نحو عشرة في المئة يوم الخميس مسجلة أسوأ أداء يومي منذ ”الاثنين الأسود“ في عام 1987.
غير أن الأسواق الآسيوية ارتفعت هذا يوم الجمعة عن أدنى مستوياتها خلال التداول مع تدخل المسؤولين للمساعدة في تخفيف أزمة سيولة نتجت عن إقبال على البيع للحصول على سيولة في أسواق الأسهم.
وتعهد البنك المركزي الياباني بشراء ما قيمته 200 مليار ين (1.9 مليار دولار) من السندات الحكومية اليابانية لأجل خمس وعشر سنوات وكذلك ضخ 1.5 تريليون ين إضافية من خلال قروض لأجل أسبوعين.
وأتاح مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) يوم الخميس 1.5 تريليون دولار قروضا قصيرة الأجل لتنشيط الاقتصاد وتحقيق الاستقرار المالي.
واقتدى البنك المركزي الأسترالي بهذه التدابير فضخ مبلغا كبيرا من المال في النظام المصرفي يوم الجمعة بعد أن هدد الإقبال على البيع بدافع الذعر في مختلف الأسواق العالمية بتجفيف السيولة ورفع تكاليف الاقتراض.
* فقدان الأحبة
سارع المسافرون في أوروبا لحجز رحلات الطيران المتجهة إلى الولايات المتحدة بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قيودا كاسحة على السفر من القارة الأوروبية في خطوة أغضبت قادة أوروبا وأفزعت المستثمرين.
كما ألمح ترامب إلى إمكان تأجيل دورة طوكيو للألعاب الأولمبية في 2020 لمدة عام غير أن المنظمين في اليابان أصروا على مواصلة استعداداتهم من أجل تأمين الدورة المقرر أن تبدأ في يوليو تموز.
وحذر زعماء أوروبيون من أن الأمور قد تزداد سوءا قبل أن تتحسن.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مؤتمر صحفي ”سيتسع نطاقه. لا بد أن أكون صريحا معكم وصريحا مع الشعب البريطاني. أسر أكثر، أسر أكثر كثيرا ستفقد أحبة قبل أوانهم“.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده تواجه أسوأ أزمة صحية عامة خلال قرن وأعلن إجراءات من بينها إغلاق المدارس والجامعات اعتبارا من يوم الاثنين.
وفي إيطاليا، حيث تجاوز عدد الوفيات الألف في أسوأ دول أوروبا تأثرا بالمرض، فرضت الحكومة إغلاقا شاملا للمطاعم والحانات وجميع المتاجر تقريبا باستثناء محلات الأغذية والصيدليات.
وعلى النقيض أعلنت كوريا الجنوبية، التي شهدت ارتفاعا كبيرا في الإصابات واكب الزيادة في إيطاليا، أن عدد الحالات التي شفيت من الإصابة تجاوز عدد الإصابات الجديدة للمرة الأولى الأمر الذي أثار الآمال في احتمال تباطوء وتيرة انتشار أكبر وباء تشهده آسيا خارج الصين.