وزير الدفاع الإسرائيلي يدعو لبسط السيادة على مستوطنات الضفة الغربية
دعا وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى بسط السيادة الإسرائيلية على ما يقرب من ثلث مساحة الضفة الغربية المحتلة وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط والتي وصفها الفلسطينيون بأنها ترقى إلى نظام الفصل العنصري.
ودفعت تصريحات بينيت، وهو شريك في الحكومة الائتلافية التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الفلسطينيين للقول إن خطة ترامب أعطت ”الضوء الأخضر“ لإسرائيل كي تضم رسميا مستوطناتها في الضفة الغربية التي تحتلها منذ حرب 1967.
وتضع خطة ترامب تصورا بإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل ولكن بشروط صارمة رفضها الفلسطينيون.
واقترح ترامب جدولا زمنيا مدته أربع سنوات لإقامة دولة فلسطينية على أن يوافق الفلسطينيون أولا على وقف هجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة.
لكن الخطة تقضي أيضا باعتراف الولايات المتحدة بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي وكذلك الاعتراف بسيادة إسرائيل على غور الأردن وإعادة رسم دولة فلسطينية منزوعة السلاح تفي بمتطلبات إسرائيل الأمنية.
*حشد انتخابي
وبينما لا يزال نتنياهو خارج إسرائيل بعد أن حضر مراسم الإعلان عن الخطة في واشنطن أوجز بينيت تفسيره المتشدد لما عرضه البيت الأبيض على إسرائيل.
وقال بينيت ”الليلة الماضية، طرق التاريخ باب بيتنا ومنحنا فرصة العمر لتطبيق القانون الإسرائيلي على كل المستوطنات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغور الأردن وشمال البحر الميت“.
وأمر بتشكيل فريق لتطبيق القانون الإسرائيلي والسيادة على كل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
ويسعى بينيت مع نتنياهو للحصول على دعم الناخبين من أنصار الجناح اليميني في الانتخابات المقررة في الثاني من مارس آذار. ولم يتضح ما إذا كانت الحكومة الانتقالية الحالية تملك التفويض القانوني لتنفيذ مثل هذه الخطوة المتعلقة بتطبيق السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية بعد اثنتين من الانتخابات غير الحاسمة في عام 2019.
وكرر نتنياهو يوم الأربعاء دعمه لخطة ترامب وقال لمحطة فوكس: ”لن نعترض بأي شكل من الأشكال على الملامح التي طرحها الرئيس“.
لكن عمير بيريتس زعيم حزب العمل اليساري في إسرائيل قال إن أي خطة أحادية الجانب لن تنجح. وأضاف ”الآن يتضح أكثر من أي وقت مضى أننا بحاجة إلى مجال دبلوماسي.
*صفعة القرن
وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة ترامب بأنها ”صفعة القرن“ بعد إعلانها.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات يوم الأربعاء إن فريق ترامب قد ”نسخ حرفيا“ الخطة التي يريد نتنياهو ومجالس المستوطنين تطبيقها.
وقال في تصريحات أدلى بها في رام الله إن الأمر يتعلق بالضم والفصل العنصري. وأضاف أنه تم اعطاء الضوء الأخضر أمس للانتقال إلى الضم القانوني للمستوطنات.
ورفض الفلسطينيون أيضا اقتراح إقامة عاصمة لدولتهم في أبو ديس في الضفة الغربية والواقعة خارج الحدود البلدية الإسرائيلية للقدس. وتقع على بعد ميل شرقي مدينة القدس القديمة. والفلسطينيون الذين يعيشون في أبو ديس معزولون بفعل جدار أمني إسرائيلي أسمنتي ضخم ونقاط تفتيش.Slideshow (2 Images)
ويعتقد الزعماء الفلسطينيون أن إدارة ترامب منحازة لإسرائيل.
وقبل الإعلان عن الخطة خالفت إدارة ترامب الإجماع الدولي باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وأوقفت المساعدات للفلسطينيين وقالت إنها لم تعد تعتبر المستوطنات خرقا للقانون الدولي.
وتجاهل جاريد كوشنر صهر ترامب وأحد مهندسي خطة السلام الرفض الفلسطيني.
وقال كوشنر للصحفيين ”لن نجري خلف الفلسطينيين… القيادة الفلسطينية. لا يمكن أن نتعامل معهم على أنهم حكومة جادة أو قادرة على عقد الصفقات.. سيفعلون ما دأبوا على فعله وهو إفساد كل شيء“.
ويمكن للفلسطينيين مطالبة الأمم المتحدة بإدانة الخطة لكن بعثة إسرائيل لدى المنظمة الدولية أشارت أمس الثلاثاء إلى أنها ستعمل على إحباط هذا المسعى في إطار حملة دبلوماسية مع الولايات المتحدة.
* دولة فلسطينية
قال المحلل السياسي في غزة طلال عوكل إن الصفقة أعطت إسرائيل الحق في أخذ ما تريده على الفور في حين يتعين على الفلسطينيين الانتظار لمدة أربع سنوات ليروا ما إذا كان لهم حقوق أم لا.
وقال عاموس يدلين مدير المخابرات الإسرائيلية السابق ”هذه هي أكثر خطة ملائمة لإسرائيل يقدمها طرف دولي في أي وقت من الأوقات“.
لكنه قال إن تضمنها الإشارة إلى حل الدولتين فإنها قد تسبب مشكلات لنتنياهو بين حلفائه من الجناح اليميني.
وأكد بينيت على ذلك قائلا ”الحكومة الإسرائيلية لن تعترف بدولة فلسطينية“.