حقائق مروعة مع ارتفاع حصيلة القتلى المتظاهرين في بغداد
ارتفعت حصيلة الموت في ساحة التحرير، وسط العاصمة العراقية بغداد، التي تشهد تصاعدا بوتيرة الاعتصامات المستمرة حتى الآن منذ ليلة الخميس الماضي، 24 أكتوبر/تشرين الأول، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتغيير النظام، والقضاء على الفساد.
أعلن عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، علي البياتي، في تصريح ، مقتل أربعة متظاهرين اليوم إثر الرصاص المطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع في ساحة التحرير، وسط بغداد.
وأوضح البياتي، أن المتظاهرين الذين قتلوا اليوم، غير معلوم حتى اللحظة إذا كان من بينتهم طلاب مدارس أو جامعات، منوها إلى أن حصيلة المتظاهرين القتلى في بغداد أرتفع إلى 24 قتيلا.
وأفاد مصدر طبي من داخل مستشفى الجملة العصبية القريب من ساحات الاعتصام في بغداد، لـ”سبوتنيك”، بإن صيدلانيا طبيبا قتل صباح اليوم، أثناء تقديمه العلاج الفوري، والكمامات، والأدوية، للمتظاهرين الجرحى، بالقرب من الجسر الجمهوري بين ساحة التحرير والمنطقة الخضراء، وسط العاصمة.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الصيدلاني لديه مفرزة طبية طوعية مجانية قام بنصبها بالقرب من الجسر الجمهوري، وتم استهدافه وزملائه، والمتظاهرين الذين بقربه بقنابل غاز مسيل للدموع، لتخترق إحداها رأسه مسفرة عن انقسام رأسه.
وأضاف المصدر، أن أحد زملاء الصيدلاني، سقط بحضنه جزء من دماغ صديقه، وحمله معه راكضا به إلى أقرب سيارة إسعاف أو عجلة تكتك لنقله من المكان، منوها إلى أن القنابل ألقيت من قبل عناصر أمنيين ملثمين بالزي الأسود.
وأكد المصدر، أن أعداد كبيرة من الجرحى وصلت إلى مستشفى الجملة العصبية منذ ظهر يوم أمس، والإصابات أغلبها في الرأس والكثير من المصابين يتوفون متأثرين بجراحهم الخطرة جداً.
وروى لنا مشهد محاولة إنقاذ شاب يبلغ من العمر 39 سنة، وصل إلى المستشفى وهو في حالة خطرة، إثر إطلاق مطاطي أصاب جميع أنحاء جسده لدرجة لم يتمكن الأطباء بعددهم الكبير من إيجاد وريد سليم له في ساقيه.
وأكمل المصدر، كان جسده مغطى تماما بالدماء، ولم تبدو ملامح وجهه أبدا من شدة التشوه إثر الرصاص، وبعد تمكن الفريق الطبي من إيجاد وريد له لنقله إلى صالة العمليات من غرفة الطوارئ، فارق الحياة أمام أعيننا، وسط بكاء الكادر عليه لصراعه من أجل البقاء حيا، عن روحه التي بقيت ترتعش أكثر من جسده الذي تحول إلى بحر من الدماء غطت السرير والأرض.
وتابع، بعد نقل الشاب إلى ثلاجة الموتى، كانت فحوصات التحاليل الخاصة به مكتملة لكن للتعاسة لم يكن هو على قيد الحياة، ليتم تسليمه من بعدها إلى شقيقه الذي كان برفقته في التظاهرات وحمله إلى المستشفى لإنقاذه بعد إصابته بالقرب من الجسر الجمهوري.
وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، اليوم الاثنين، أن بلادها تتابع الوضع في العراق عن كثب، وتدعو إلى التخلي عن العنف خلال الاحتجاجات التي تعصف بالبلاد.
وقالت أورتاغوس في بيان لها: “الولايات المتحدة تتابع الموقف في العراق عن كثب وتدعو جميع الأطراف إلى نبذ العنف ونعرب عن تعازينا لأسر قتلى التظاهرات في عطلة نهاية الأسبوع”.
وأضافت أورتاغوس: “الولايات المتحدة تعرب عن قلقها البالغ إزاء إغلاق وسائل الإعلام والضغط بهدف الرقابة على تغطية الاحتجاجات”.
وأشارت أورتاغوس إلى، أن “الولايات المتحدة تواصل دعمها للحكومة العراقية والشعب العراقي”.
وتشهد بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب في العراق حركة احتجاجية يطالب فيها المتظاهرون الحكومة بمحاربة الفساد وتوفير فرص عمل.
وأفاد بيان للمفوضية العراقية لحقوق الإنسان بمقتل 74 شخصا من المتظاهرين أغلب إصاباتهم بطلق ناري نتيجة التصادمات بين المتظاهرين وحماية المقرات الحزبية عند محاولة الدخول إليها، إضافة إلى حالات الاختناق بسبب الغازات المسيلة للدموع”.
وأشارت المفوضية إلى تعرض العديد من المتظاهرين والقوات الأمنية إلى إصابات، حيث بلغ عدد الإصابات 3654، أغلبها بسبب الغازات المسيلة للدموع، وغادر أغلبهم المستشفيات”.