أردوغان وترامب يهددان بينما الأسد على خطوط الجبهة الأمامية بريف إدلب
في الوقت الذي كان يتبادل فيه الرئيسان ترامب وأردوغان التهديدات بشأن سوريا، كان رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد يلتقي مع ضباطه وجنوده على الخطوط الأمامية ببلبدة الهبيط في ريف إدلب.00:00 / 00:00
بالمقابل في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع نهاية مهلة 120 ساعة بموجب الإتفاق التركي الأمريكي أكدت وزارة الدفاع التركية أنها تتابع عن كثب خروج الإرهابيين المنطقة الآمنة المزعومة في سورية وسجلت أنه حتى يوم أمس خرجت 125 عربة تقل إرهابيين.
في هذا السياق عاد الرئيس ترامب لإطلاق تهديداته ضد تركيا إذ أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعد للقيام بعمل عسكري ضد تركيا إذا لزم الأمر، لكن واشنطن تفضل “السلام على الحرب”.
رمزية وجود الرئيس الأسد على الخطوط الأمامية في بريف إدلب في هذا التوقيت والرسائل التي أراد توجيهها؟
كيف كيف أن تفهم العلاقة المستجدة بين انقرة وواشنطن والتي يحيق بها التهديد والوعيد لمتبادل ..ماهي اللعبة المخفية؟
هل يمكن أن تؤخذ تهديدات الرئيس ترامب على محمل الجد، مالذي يخفيه الأمريكي والتركي خلف الكواليس؟
أين يتوجه الإرهابيون ومن المسؤول المباشر عن إعادة انتشارهم أو نقلهم؟
حول رمزية وأهمية تواجد الرئيس الأسد على الخطوط الأمامية في ريف إدلب
قال الخبير في إدارة الأزمات والحروب الإستباقية والأستاذ المحاضر في علم الإجتماع السياسي الدكتور أكرم الشلّي:
“هذه ليست بالخطوة الجديدة عندما يقوم الرئيس الأسد بمثل هذه الزيارات كونه وفق الدستور هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة ورئيس الجمهورية العربية السورية، وبالنسبة لخطورة المنطقة بالحقيقة وإنطلاقاً من الواقع لا توجد خطوط دفاع أخطر من غيرها بالمطلق، وأنا بحكم عملي وخبرتي العسكرية أرى أنه كان الأخطر من بين هذه الجبهات التي زارها السيد الرئيس هي الجبهات التي كانت تحيط بدمشق وقد زارها الرئيس الأسد مرات عديدة في ظل أعمال قتالية كانت بأوجها ولم تكن هناك أي هدنة أو توقف عن الأعمال القتالية مع وجود بؤر إرهابية ونشوب قتال وإشتباكات عنيفة في المناطق التي كان يتواجد فيها الرئيس الأسد”.
حول الرسائل التي أراد الأسد توجيهها من خلال تواجده على خطوط الجبهة الأمامية قال الشّلي
“الرئيس الأسد من خلال هذه الزيارة أراد أن يوجه رسائل إلى كل العالم ، وأنا اقول أولاً هي رسائل وبالدرجة الأولى للشعب العربي السوري والجيش العربي االسوري ولكل منطقة يقوم الجيش العربي السوري بتحريرها يقوم الرئيس بزيارتها ليشهد على تحرير هذه المنطقة وتكون بمثابة الإعلان عن أننا ثبتنا أنفسنا في هذه المنطقة ولايمكن لأي قوة أن تأخذها من يد الجيش العربي السوري، وهي رسالة لكل المراوغين في السياسة الإقليمية والدولية بأننا حريصون علىكل ذرة ترتاب من جغرافية الجمهورية العربية السورية”.
أما حول العلاقة بين أنقرة وواشنطن وما يظهر منها من تقارب وتباعده يشوبه تهديدات متبادلة
قال الشلًي إن “هي عبارة عن مسرحية جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها في المنطقة، والآن محور هذه اللعبة أو محور المشهد السياسي والعسكري في المنطقة هو الحكومة التركية بزعامة أردوغان، ومن هنا نرى أنه لايوجد أي شيء مستجد سوى دبكات إعلامية جديدة، فيما لايستطع أردوغان القيام بأي عمل وهو الذي كان يمني نفسه من سنوات بقيام المنطقة الآمنة في شمال سورية في غربها وشرقها إلا أنه لم تأتي إليه الإشارات للقيام بأي عمل عسكري بشكل مطلق، حتى أتى الأمر بشكل مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية بأنها سوف تنسحب من المنطقة وعليه أن يملىء الفراغ بعد خروجها”.