بوتين في الرياض.. الأسد مقابل اليمن؟
بعد قرار الإمارات، حليفة الرياض الأساسية في التحالف العربي في اليمن، استئناف العلاقات الديبلوماسية مع دمشق، تتجه الأنظار إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يزور السعودية للمرة الأولى منذ العام 2007 بعد الأنباء عن نيته طرح مسألة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وعن إعطاء الرياض ضوءاً أخضر للتهدئة مع إيران.
في تقرير له، وضع المحلل صامويل رماني تصريح ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، القائل إنّ “بشار (الرئيس السوري بشار الأسد) باقٍ” في آذار الفائت، وتصريح وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، الذي أعرب فيه عن استعداد بلاده التعاون مع روسيا على مسار السلام السوري في آب الفائت، واستعادة الإمارات والبحرين العلاقات مع دمشق، في خانة العوامل التي دفعت روسيا إلى تكثيف اتصالاتها مع الرياض في ما يتعلق بعضوية سوريا في جامعة الدول العربية.
وعلى الرغم من الجهود الروسية ومن تضامن الرياض مع دمشق في وجه عملية “نبع السلام” التركية، استبعد رماني اتجاه السعودية إلى تغيير موقفها من عودة سوريا إلى “الجامعة” على المدى القريب، موضحاً أنّ صنّاع السياسة السعوديين يخشون أن يؤدي موقفهم من الأسد إلى إقناع إيران بفاعلية استراتيجية المقاومة القصوى التي تتبعها، لا سيما أنّ السعودية شددّت على استحالة التوصل إلى حل للحرب السورية قبل طرد المجموعات المدعومة إيرانياً من جنوب البلاد. وتحدّث المحلل أيضاً عن إمكانية عرقلة مستوى الثقة المتدني جداً بين السعودية والحكومة السورية عودة العلاقات بين البلدين، ناقلاً عن السفير الروسي السابق إلى السعودية، أندريه باكلانوف، قوله إنّ الأسد يعتبر جهود السعودية الرامية إلى الإطاحة بحكومته خيانة، بعدما وقفت دمشق بجانب الرياض في حرب الخليج في العام 1991. وتابع السفير بأنّ آراء الأسد بشأن الرياض تواصل عرقلة أي تعاون محتمل بين البلديْن.
وعلى الرغم من الفوائد الاستراتيجية المحتمل أن تجنيها السعودية مع عودة دمشق، رجح رماني اضطلاع التطورات في ما يختص بالحوار السعودي-الإيراني بتأثير أكبر على سياسة الرياض، وذلك بالمقارنة مع الظروف الميدانية في سوريا.
وقال رماني: “في حين حددت السعودية شروطاً مسبقة عدة لإبرام اتفاق جدي مع إيران، ومنها وقف طهران دعمها للحوثيين في اليمن ووقف إيران هجماتها على منشآت النفط السعودية، تملك (الرياض) أوراق تفاوض أقل نسبياً لتقدّمها لإيران في المقابل”. ورأى رماني أنّه يمكن للسعودية أن تعرض التراجع عن معارضتها لبقاء الأسد، مستدركاً: “نظراً إلى مستويات انعدام الثقة المرتفعة بين السعودية وإيران، من المستبعد أن تتنازل السعودية لطهران في سوريا أحادياً، بل ستستعمل التطبيع مع دمشق كورقة مقابل وقف إيران دعمها للحوثيين في اليمن”.
وبناء على هذه المعطيات، رهن رماني اتخاذ السعودية خطوات ملموسة باتجاه خفض التصعيد في اليمن بلعب ورقة سوريا مقابل اليمن مع إيران من أجل إعادة أدنى حدود الاستقرار إلى منطقة الخليج.
ختاماً، جدّد رماني ترجيحه دعوة بوتين السعودية إلى تطبيع العلاقات مع سوريا والترويح لتسهيل بلاده عملية شق قنوات سرية للحوار مع إيران، مؤكداً أنّ موسكو ستواجه صعوبات لتأمين دعم الرياض المباشر لعودة الأسد إلى “الجامعة”.