بن سلمان: الحرب مع إيران ستدمر الاقتصاد العالمي…والهجوم على أرامكو غباء
- حذر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من ارتفاع أسعار النفط إلى “أرقام خيالية” إذا لم يجتمع العالم على ردع إيران، واعتبر أن حربا بين بلاده وطهران ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي.
- ومع ذلك قال في مقابلة برنامج “60 دقيقة”، بثته شبكة “CBS” الإخبارية الأمريكية، فجر الاثنين “إنه يفضل الحل السياسي على الحل العسكري”.
- وأضاف: “إذا لم يتخذ العالم عملا قويا وصارما لردع إيران، سنرى المزيد من التصعيدات التي ستهدد مصالح العالم”.
- وأعلن ولي العهد في مقابلة أُجريت معه يوم الثلاثاء إنه يتفق مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على أن هجمات 14 سبتمبر على منشأتين لمعالجة النفط في المملكة تابعتين لشركة “أرامكو” النفطية العملاقة كان عملا حربيا قامت به إيران.
لكنه قال إنه يفضل حلا سياسا لأنه “أفضل بكثير من الحل العسكري”. وأضاف أن حربا بين المملكة العربية السعودية وإيران ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي.
وألقت الولايات المتحدة والقوى الأوروبية والسعودية باللوم في الهجمات على إيران. ونفت إيران أي تورط في هذه الهجمات.
واعتبر بن سلمان أن الهجوم على منشآت أرامكو النفطية عمل أحمق لأنه استهدف 5% من إمدادات العالم، وأن الهدف الوحيد لإيران من هذه الهجمات هو إثبات أنهم أغبياء!.
وشدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، على أنه في حال لم يتخذ العالم موقفا قويا وصلبا لكبح إيران “سنرى تصعيدات مستمرة من الإيرانيين لتهديد العالم”.
وردا على سؤال عن “السبب الاستراتيجي الذي دفع إيران لضرب أرامكو”؟ قال ولي العهد: “أعتقد أنها حماقة، لا يوجد هدف استراتيجي، بل فقط شخص أحمق سيهاجم 5% من الإمدادات العالمية، الهدف الاستراتيجي الوحيد هو إثبات أنهم حمقى وهذا ما فعلوه”.
وقال: أتفق مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في أن الهجوم على منشآتنا النفطية هو عمل من أعمال الحرب من طرف إيران.
وبسؤاله من قبل المذيعة نورا أودونيل حول أن الهجوم على أرامكو ضرب قلب صناعة النفط السعودية؟ رد بن سلمان: “أختلف معك قليلا، هذه الضربة ضربت قلب إمدادات الطاقة العالمية، أكثر من قلب إمدادات الطاقة في المملكة العربية السعودية، لقد عطلت تقريبا 5.5%من احتياجات العالم من الطاقة، واحتياجات الولايات المتحدة والصين والعالم بأكمله”.
وحول عدم منع مثل هذا الهجوم رغم تصدر السعودية قائمة مستوردي الأسلحة والمعدات العسكرية في العالم وإنفاقها مليارات الدولارات على شرائها، قال ولي العهد السعودي إن “السعودية تقريبا بحجم قارة، فهي أكبر من أوروبا الغربية. والتهديدات موجودة من 360 درجة، ويصعب تغطية كل هذا بشكل كامل”.
و قال ولي عهد السعودي، إنه يتحمل “المسؤولية كاملة” عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وأضاف محمد بن سلمان: إن اغتيال خاشجقي كان “جريمة شنعاء” و”خطأ” ويجب أن أتخذ كل الإجراءات لتجنب مثل هذا الشيء في المستقبل”، وفقا لوكالة “أسوشيتد برس”.
دخل خاشجقي القنصلية السعودية في تركيا في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، ولم يظهر بعدها. حتى إنه لم يتم العثور علي جثته حتى الآن.
عندما سئل ولي العهد السعودي عما إذا كان قد أمر بقتل خاشقجي، قال محمد بن سلمان: “بالتأكيد لا”.
وردا على سؤال حول كيفية حدوث القتل دون علمه بذلك، قال ولي العهد: “يعتقد البعض أنني يجب أن أعرف ما الذي يفعله ثلاثة ملايين شخص يعملون لحساب الحكومة السعودية يوميا؟! من المستحيل أن يرسل الثلاثة ملايين تقريرهم اليومي إلى الزعيم أو ثاني أعلى شخص في الحكومة السعودية”.
وأصر محمد بن على أن “التحقيقات جارية، وبمجرد إثبات التهم الموجهة ضد شخص ما، بغض النظر عن رتبته، سيتم توجيهه إلى المحكمة، دون استثناء”.
ولدى سؤاله عن انتقاد السعوديين في الكونغرس الأمريكي بشأن مقتل خاشقجي والحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، والتي تسببت في خسائر فادحة بين المدنيين، قال ولي العهد: “العلاقة (الأمريكية السعودية) أكبر بكثير من ذلك”، وفقا لرويترز.
ورد بن سلمان على مزاعم اعتقال الناشطات السعوديات، مؤكدا أن بلاده دولة تحكمها القوانين.
وقال ، في معرض رده على سؤال وجه له ضمن حواره، بشأن اعتقال عشرة ناشطات سعوديات لأكثر من عام. قائلا: “المملكة العربية السعودية دولة تحكمها القوانين. قد اختلف مع بعض هذه القوانين شخصيا، ولكن طالما أنها القوانين القائمة الآن، يجب احترامها، حتى يتم إصلاحها”.
وبشأن الإفراج عن الناشطة السعودية لجين الهذلول، قال محمد بن سلمان، “هذا القرار ليس مرهونا بي. الأمر بيد النائب العام وهو مدع عام مستقل”.
وحول تعرضها للتعذيب داخل السجن، قال ولي العهد السعودي،
“إذا كان هذا صحيحا، فهو شنيع جدا. الإسلام يحرم التعذيب. وتشجبه القوانين السعودية والضمير الإنساني. سأتابع شخصيا هذه المسألة”.
وحاولت نورا أودونيل محاورة برنامج “60 دقيقة” تأكيد متابعة ولي العهد لقضية لجين الهذلول بنفسه، ليرد محمد بن سلمان قائلا، “بدون شك”.
وعلق ولي العهد السعودي على وجود حملة قمعية وسجن للنساء اللواتي يثرن قضايا تتعلق بالأشياء التي تحتاج إلى تغيير في المملكة العربية السعودية، قائلا: هذا التصور يؤلمني. يؤلمني عندما ينظر بعض الناس إلى الصورة من زاوية ضيقه جدا. أمل أن يأتي الجميع إلى المملكة العربية السعودية ويروا الواقع، ويلتقوا النساء والمواطنين السعوديين وليحكموا بأنفسهم”.
وأشار إلى انفتاح المملكة على مبادرات الحل السياسي في اليمن، لكنه قال إن هذا الحل «سيكون أسهل كثيراً» إذا توقفت إيران عن دعم الميليشيات الحوثية… وفيما يلي نص الحوار:
> هل أمرت بقتل جمال خاشقجي؟
– الإجابة بلا شك: لا. هذه كانت جريمة بشعة. لكن أتحمل مسؤوليتها بالكامل كقائد في المملكة العربية السعودية، خصوصاً أنها حدثت من مسؤولين سعوديين يعملون في الحكومة السعودية.
> ماذا تقصد بأنك تتحمل مسؤولية ذلك؟
– عندما تحدث جريمة لمواطن سعودي من قبل موظفين في الحكومة السعودية، لا بد من أن أتحمل المسؤولية كقائد. ما حدث كان خطأ، ولا بد من أن أتخذ الإجراءات كافة لتفادي حدوث أي أمر مثل هذا مستقبلاً.
> العالم يريد إجابة عن هذا: كيف لم تكن على علم بهذه العملية؟
– البعض يعتقد أنني يجب أن أكون على علم بما يقوم به 3 ملايين شخص يعملون بالحكومة السعودية يومياً! من المستحيل أن يرفع الثلاثة ملايين تقاريرهم اليومية للقائد في المملكة العربية السعودية، أو ثاني أعلى رجل في الحكومة السعودية.
> اثنان من أقرب مستشاريك المقربين متهمان بتدبير هذه المؤامرة، وأعفاهما الملك، وأخرجا من دائرتك الخاصة. السؤال هو: كيف لا تستطيع أن تعرف ما إذا كان قد نُفِّذ ذلك من قبل أشخاص مقربين لك؟
– التحقيقات قائمة اليوم، ومتى ثبتت التهمة على أي شخص، بغض النظر عن منصبه، فسيحال للمحكمة من دون أي استثناء.
> لقد قرأت ما قاله المدعي العام السعودي عن أولئك الذين وجهت إليهم التهم في هذه الجريمة. التفاصيل كانت بشعة. عندما سمعت أن أشخاصاً مُقربين منك وفي حكومتك ارتكبوا مثل هذا الجريمة المروعة، وأن الحكومة الأميركية تعتقد أنك أمرت بها، ماذا كنت تعتقد؟
– أعتقد أن ما ذكرتِه غير صحيح؛ لا يوجد أي بيان رسمي أعلن من الحكومة الأميركية في هذا الخصوص، ولا توجد معلومة أو دليل واضح على أن شخصاً قريباً مني قام بأمر مثل هذا. توجد تهم، وهي تحت التحقيق. لكن مرة أخرى، لا يمكنك أن تتصوري الألم الذي نعاني منه، خصوصاً كحكومة المملكة العربية السعودية جراء جريمة كهذه.
> لقد استنتجت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بثقة من متوسطة إلى عالية أنك استهدفت شخصياً خاشقجي، وأنك على الأرجح أمرت بقتله…
– أتمنى أن تخرج هذه المعلومات للعلن. إذا كانت هناك أي معلومات تتهمني بالقيام بأي عمل، أتمنى أن يتم إخراجها.
> ما نوع التهديد الذي يُشكله كاتب عمود في صحيفة للمملكة العربية السعودية حتى يجعله يستحق أن يقتل بهذه الوحشية؟
– لا يوجد أي تهديد من أي صحافي. والتهديد على السعودية هو من تصرفات كهذه ضد صحافي سعودي، من هذه الجريمة البشعة التي حصلت في قنصلية سعودية.
> لقد تحدثت مع عضو بارز في مجلس الشيوخ الأميركي قبل مجيئي إلى هنا، وقال إنه بسبب ما حدث لجمال خاشقجي، وما حدث في اليمن، فإنه «ليس هناك كثير من النوايا الحسنة هنا في الكونغرس تجاه السعودية». ما حجم الضرر الذي حل بالعلاقة؟
– العلاقة أكبر بكثير من هذا، وهذه حادثة بشعة مؤلمة لنا جميعاً. دورنا أن نعمل ليلاً ونهاراً لتجاوز هذا الأمر، والتأكد من أن مستقبلنا أفضل بكثير من أي شيء حدث في الماضي.
> هذا الهجوم ضرب قلب صناعة النفط في السعودية، فهل تمت مهاجمتكم على حين غرة؟
– قد أختلف معكِ قليلاً. هذه الضربة لم تضرب قلب قطاع الطاقة السعودي، بل ضربت قلب قطاع الطاقة العالمي. هذه الضربة عطلت ما يقارب 5.5 في المائة من احتياج العالم للطاقة، احتياج أميركا والصين والعالم بأسره.
> المملكة هي أكبر مستورد في العالم للأسلحة والمعدات العسكرية، فمليارات الدولارات أنفقت على المعدات، إذن كيف لا يمكنها منع هجوم مثل هذا؟
– المملكة العربية السعودية بحجم قارة تقريباً، فهي أكبر من غرب أوروبا كلها. لدينا تهديدات موجودة من 360 درجة؛ يصعب تغطية كل هذا بشكل كامل.
> برأيك، ما السبب الاستراتيجي الذي جعل إيران تضرب «أرامكو»؟
– أعتقد أنها حماقة؛ لا يوجد هدف استراتيجي. فقط الأحمق هو من يهاجم 5 في المائة من إمدادات العالم. الهدف الاستراتيجي فقط هو إثبات أنهم حمقى، وهذا ما فعلوه.
> وزير الخارجية مايك بومبيو وصف ما قامت به إيران – على حد تعبيره – بأنه «عمل حربي»؟ هل كان ذلك عملاً حربياً؟
– بلا شك، نعم.
> ما تأثير وقوع حرب بين السعودية وإيران على المنطقة؟
– المنطقة تشكل تقريباً 30 في المائة من إمدادات الطاقة في العالم، وتشكل تقريباً 20 في المائة من المعابر التجارية العالمية، وتشكل تقريباً 4 في المائة من الناتج القومي العالمي. تخيلوا أن تقف هذه الأمور الثلاثة؛ هذا معناه انهيار الاقتصاد العالمي كله، وليس فقط المملكة العربية السعودية أو دول الشرق الأوسط.
> (ذكرت المحاوِرة أن «إيران يبدو أنها مستعدة للمجازفة بحرب بهدف تحسين موقفها، بعد أن انسحبت إدارة الرئيس دونالد ترمب من الاتفاق النووي، وفرضت عقوبات قاسية. والرئيس الإيراني حسن روحاني لن يتفاوض حتى ترفع العقوبات؛ إنه مأزق. ولي العهد أخبرنا أن جميع الخيارات يجب أن تظل مطروحة على الطاولة»).
– بلا شك، إذا لم يقم العالم باتخاذ موقف حازم رادع لإيران، فسنرى تصعيداً أكبر، وستتهدد مصالح العالم، وستتعطل إمدادات الطاقة، وستصل أسعار النفط إلى أرقام خيالية لم نرها في حياتنا.
> هل يجب أن يكون الرد عسكرياً؟
– أرجو عدم حدوث ذلك.
> لمَ لا؟
– لأن الحل السياسي والسلمي أفضل بكثير من الحل العسكري.
> هل تعتقد أنه ينبغي على الرئيس ترامب أن يجلس مع الرئيس روحاني، ويصيغان صفقة جديدة؟
– بلا شك هذا ما يطلبه الرئيس ترمب، وهذا ما نطلبه كلنا جميعاً. من لا يريد الجلوس على الطاولة هم الإيرانيون.
> وُصِفت هذه الحرب بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، هل حان الوقت لإنهاء حرب اليمن؟ ما الحل؟
– أولاً، إذا أوقفت إيران دعمها لميليشيات الحوثي، فسيكون الحل السياسي أسهل بكثير. اليوم، نفتح كل المبادرات للحل السياسي داخل اليمن، ونتمنى أن يحدث هذا اليوم قبل الغد.
> أنت تقول في هذه الليلة إنك تريد التفاوض لإنهاء الحرب في اليمن؟
– نحن نقوم بذلك كل يوم، لكن نحاول أن ينعكس هذا النقاش إلى تطبيق على الأرض، وإعلان الحوثي قبل بضعة أيام وقف إطلاق النار من تجاهه، نعده بادرة إيجابية لاتخاذ خطوة جديدة للأمام للدفع بالنقاش السياسي إلى فاعلية أكثر.
> لماذا بعد 5 سنوات أنت متفائل الليلة بأن وقف إطلاق النار من شأنه أن يستمر، وأن يؤدي إلى إنهاء الحرب في اليمن؟
– كقائد، يجب أن أكون متفائلاً كل يوم؛ لا أستطيع أن أكون متشائماً. إذا كنت متشائماً يجب أن أترك الكرسي، وأعمل في مكان آخر.
> اسمح لي أن أسألك عن القضايا المحلية، حقوق المرأة، منذ أن تحدثنا آخر مرة، باتت المرأة تقود في السعودية، وحصلت على مزيد من الحقوق بشكل عام، ولكن هناك نحو 12 ناشطة تم احتجازهن لأكثر من عام، لماذا وضعن في السجن؟
– المملكة العربية السعودية دولة تحكمها القوانين، وقد لا أتفق مع بعض هذه القوانين، لكن ما دام أنها قوانين موجودة اليوم يجب احترامها حتى يتم إصلاحها.
> هل حان الوقت لإطلاق سراحهن؟
– القرار هذا ليس عائداً لي، إنه عائد للمدعي العام.
> تقول أسرهن إنهن تعرضن للتعذيب في السجن، هل هذا صحيح؟
– إذا كان هذا الأمر صحيحاً فهو بشع جداً؛ الإسلام يحرم التعذيب، وقوانين المملكة العربية السعودية تحرم التعذيب، والنفس البشرية تحرم التعذيب، وأنا بنفسي سأتابع هذا الأمر.
> هل ستتابع ذلك شخصياً؟
– بلا شك.
> أنت مُدرك لما يقال عنك في العلن، إنك تعهدت بتغيير المملكة العربية السعودية، وتحويل الاقتصاد، والحديث عن الإسلام المعتدل، والسماح للنساء بالحصول على مزيد من الحقوق، ومع ذلك ما زال هناك انتقاد لحملة القمع، وسجن النساء اللاتي يثرن قضايا حول الأمور التي تحتاج إلى التغيير في السعودية، وهذا يعطي الانطباع بأنك لا تؤيد حقوق المرأة وحقوق الإنسان، وهذه الأمثلة الملموسة عن النساء اللاتي تم سجنهن…
– يؤلمني هذا الانطباع، ويؤلمني أن البعض ينظر للصورة من خانة ضيقة جداً. أتمنى أن يأتي الجميع للمملكة العربية السعودية، وينظر للواقع ويقابل النساء والمواطنين السعوديين ويحكم بنفسه.
> ما الدروس التي تعلمتها؟ وهل ارتكبت أخطاء؟
– الأنبياء أخطأوا، فكيف بنا نحن. لكن المهم إذا أخطأنا أن نتعلم من أخطائنا ونتأكد أنها لن تتكرر.