الأردن: تضاؤل فرص العمل أمام أبناء غزة
أصبحت فرص العمل شحيحه أمام اللاجئين الفلسطينين، الذين لا يحملون أرقاماً وطنية في الأردن، مثل أبناء قطاع غزة، الذين يقطن أغلبهم مخيم غزة أو ما يعرف بمخيم جرش في محافظة جرش شمال العاصمة عمان، أمام منافسة اللاجئين السوريين لهم، الذين سمح لهم في السنتين الأخيرتين بمغادرة مخيماتهم للعمل بشكل قانوني.
ورغم إعطاء الأردن للاجئين من أبناء قطاع غزة استثناءت لأسباب إنسانية وأخوية، كونهم يقيمون على الأرض الأردنية منذ عام 1967، إلا أنهم ينطبق عليهم شروط العامل الوافد، وهو ما يغلق أمامهم الوظائف الحكومية ومعظم المهن في القطاع الخاص المغلقة على غير الأردنيين.
ويؤكد سكان في مخيم غزة الذي يضم حوالي 30 ألف لاجئ، أن اللاجئين السوريين قضوا على معظم فرص العمل التي كانوا يعملون بها، والتي هي بالعادة في مجال الإنشاءات والميكانيك بالإضافة إلى فرص عمل موسمية، تتعلق بالمواسم الزراعية مثل قطاف الزيتون وغيرها.
ويفضل أصحاب العمل في الأردن اللاجئين السوريين، كونهم ماهرون ويتقاضون أجور عمل متدنية بعدد ساعات طويلة، سيما وأنهم يتقاضون مساعادات نقدية وعينية غذائية من المنظمات الإغاثية توفر لهم الحد الأدنى من العيش.
فرص ضئيلة
وقال الشاب أحمد الغزاوي إنه “رغم حمله شهادة جامعية إلا أنه يضطر إلى العمل في أعمال إنشائية أو زراعية موسمية، كونه لا يتمكن من الحصول على فرصة عمل في تخصصة، لأنه لا يحمل رقماً وطنياً”.
وأضاف أن فرص العمل الشحيحة التي كان يتنقل بينها للإنفاق على أسرته تبخرت، بسبب مزاحمة اللاجئين السوريين عليها.
أما بشار عزام، فيؤكد أنه أصبح بالكاد يحصل على فرصة عمل في مجال ميكانيك السيارات، لتوفر أطفال اللاجئين السوريين، الذي يتسربون من المدارس ويعملون بهذه المهن بأجور متدنية.
تردي الوضع الاقتصادي
ويضيف عزام أن الوضع الاقتصادي للاجئين في مخيم غزة، تراجع كثيراً مؤخراً بسبب السماح للاجئين السوريين بالعمل في السوق الأردني.
وكان مخيم جرش أقيم كمعسكر طارئ عام 1968 لاستيعاب 11500 من اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا قطاع غزة بعد نكبة 1967، ولا يحمل معظم سكانه أي أثبات للشخصية، وينطبق ذلك على جيل الأبناء والأحفاد.
وتصل البطالة بين الرجال 39%، فيما تبلغ بين النساء 81% وهي مرتفعة بالمقارنة بـ39% للاجئات الفلسطينيات الاخريات، وفق دراسة أعدتها وكالة الغوث الدولية بتمويل من الإتحاد الأوروبي عام 2007.
مهن مغلقة
من جهته يؤكد رئيس لجنة خدمات مخيم غزة في جرش عودة أبو صوصين، أن فرص العمل لأبناء مخيم جرش متواضعة، خاصة وأن العشرات من المهن مغلقة على غير الاردنيين.
ويؤكد أن ألاف من اللاجئين السوريين يعملون الآن في سوق العمل الأردني ويتقاضون أجوراً أقل، ويعملون ساعات أطول وهو ما يخفض فرص العمل المتوفرة لأبناء مخيم جرش والمعتادين عليها منذ عشرات السنين.
ووفق دراسة لمفوضية الأمم المتحدة، فأن 64% من سكان مخيم غزة يعيشون على دولار واحد في اليوم، ونسبة من هم تحت خط الفقر النسبي هو 42%، وبحسب دراسة لوكالة الغوث، فإن “97 % من الأسر ليس لديها مدخرات لمواجهة الاحتياجات المفاجئة”.