السياسة

نتنياهو يتشبث بالسلطة ومحادثات لتشكيل ائتلاف تلوح في الأفق

وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه في مواجهة عناوين وسائل الإعلام الإسرائيلية والتي تلمح إلى أن السلطة تنسل من بين يديه بعد انتخابات جاء فيها متأخرا عن منافسه الرئيسي مع فرز كل الأصوات تقريبا.

وللمرة الثانية في خمسة أشهر، فشل الزعيم اليميني في تحقيق فوز واضح بالانتخابات فيما رفض حزب أزرق أبيض بقيادة رئيس الأركان السابق بيني جانتس دعواته يوم الخميس لتشكيل حكومة وحدة.

وأظهرت نتائج شبه نهائية نشرتها لجنة الانتخابات يوم الجمعة أن حزب أزرق أبيض سيكون أكبر حزب في البرلمان الجديد بحصوله على 33 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.

وهذا أقل من عدد المقاعد التي يشغلها الحزب في البرلمان الحالي بمقعدين لكن أداء حزب ليكود الذي يقوده نتنياهو جاءت أسوأ إذ حصل على 31 مقعدا، أي أقل بثلاثة مقاعد عما كان يشغله قبل الانتخابات.

وصورت الصحف ومعلقون الزعيم البالغ من العمر 69 عاما بأنه في موقف ضعيف بعناوين مثل ‭‭‭“‬‬‬وحيد“ و“سكرة الموت السياسي“.

ولا توجد سوى اختلافات محدودة بين حملتي الحزبين بشأن القضايا المهمة ومن غير المرجح أن تؤذن نهاية حقبة نتنياهو بتغييرات هامة في السياسة فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة والصراع الإقليمي ضد إيران والصراع مع الفلسطينيين.

ويرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس فيما يبدو أن دراما الائتلاف في إسرائيل تشكل فرصة أمام حكومته في الضفة الغربية المحتلة للإعلان عن خطط لإجراء انتخابات.

وقال عباس للصحفيين خارج البرلمان النرويجي إنه سيصدر مرسوما لإجراء انتخابات في أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية عندما يعود إلى الأراضي الفلسطينية بعد جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وعلى الرغم من الشقاق الذي طال أمده مع حماس في غزة، قال عباس إن سلطته الفلسطينية، التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية، ستكون مستعدة لقبول فوز حماس ”لأن حماس جزء من شعبنا“ مضيفا أن من غير الممكن استبعاد حماس. ومضى قائلا إن لحماس الحق في التصويت وترشيح أنفسهم في الانتخابات.

وقال بعض المحللين السياسيين إن من غير المرجح أن يفي عباس بتعهده بشأن الانتخابات، مشيرين إلى صعوبات في إجراء تصويت وطني في جميع أنحاء غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، ولكل منها كيان حاكم مختلف.

ولم تجر أي انتخابات فلسطينية وطنية منذ 13 عاما. وكان عباس قد انتخب رئيسا عام 2005 وفازت حماس بالانتخابات البرلمانية عام 2006، مما دفع السياسة الفلسطينية إلى أتون صراع مرير على السلطة لم تخرج منه.

ويتمثل أحد جوانب حالة عدم اليقين التي تحيط بالمشهد توقيت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط التي طال انتظارها، والتي كانت متوقعة بعد الانتخابات الإسرائيلية بفترة وجيزة، لكنها قد تزعج نتنياهو الضعيف إذا تم الإعلان عنها خلال مفاوضات الائتلاف المعقدة.

واجتمع نتنياهو يوم الجمعة، مع مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، المهندس الرئيسي للخطة.

ويترقب الكثير من المحللين السياسيين ليروا ما المناورات التي سيلجأ إليها لإطالة عمره السياسي لأسباب كثيرة أهمها الحصول على تفويض شعبي في مواجهة تهم محتملة بالفساد قد يوجهها له الادعاء خلال شهور. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفة ويتهم منتقديه بشن حملة ضده.

وفي حملته الانتخابية، تعهد نتنياهو بضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية، التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 والتي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة عليها إلى جانب غزة والقدس الشرقية. وأثارت الخطوة إدانة من زعماء العالم باعتبارها تلحق الضرر بالجهود الرامية للتوصل لاتفاق سلام دائم.

وحث جانتس على مضاعفة الجهود لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين لكنه لم يصل إلى حد تقديم أي التزام فيما يتعلق بالدولة التي يسعون لإقامتها. وتحدث بشكل أقل وضوحا عن سيطرة إسرائيل على الأمن في غور الأردن.

وسيمد كل من نتنياهو وجانتس الآن يديهما لشركاء محتملين في الائتلاف الحاكم، أهمهم وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان اليميني المتطرف الذي أمن لحزبه إسرائيل بيتنا ثمانية مقاعد في الكنيست، مما يجعل منه صانع ملوك محتملا.

وأسفرت زيادة مشاركة الأقلية العربية التي تمثل 21 في المئة من سكان إسرائيل عن حصول ائتلاف القائمة المشتركة على 13 مقعدا ليصبح ثالث أكبر تجمع بعد ليكود وأزرق أبيض.

ولا تزال الأحزاب الدينية التي تمثل اليهود المتطرفين قوة يعتد بها إذ حصل حزب شاس على تسعة مقاعد بينما حصل حزب التوراة اليهودي المتحد على ثمانية مقاعد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى