إحداهن سارت دون عباءة… 5 نساء أحدثن ضجة في الوطن العربير
5 نساء سرن عكس التيار، وأحدثن ضجة واسعة في المجتمعات العربية، وبالأخص على مواقع التواصل، بعدما كسرن عددا كبيرا من الأعراف والتقاليد المتعارف عليها في المنطقة.
ولكن ما فعلت النسوة الخمس، حتى يحدثن كل هذه الضجة، خلال الأيام القليلة الماضية.
نعرض في هذا التقرير ماذا فعلت كل واحدة منهن، ومن هن أصلا تلك النسوة:
هاجر الريسوني (المغرب):
هاجر الريسوني، صحفية مغربية تبلغ من العمر 28 عاما… الحدث: مسجونة ومتهمة بالإجهاض خارج إطار القانون.
اهتزت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب وشمال أفريقيا والوطن العربي، بفعاليات محاكمة الصحفية هاجر الريسوني.
واكتسبت قضية الريسوني، 28 عاما، طابعا مختلفا ليس بسبب طبيعة عملها كصحفية في صحيفة “أخبار اليوم” المغربية، بل بسبب خلفيتها السياسية، فهي ابنة شقيق أحد أعلام التيار الإسلامي في المغرب والعضو المؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني.
كما أنها تعمل في صحيفة “أخبار اليوم” المغربية، المعارضة، المحكوم على صاحبها توفيق بوعشرين بالسجن 12 عاما، في قضايا تتعلق بجرائم جنسية والإتجار بالبشر، وصفت بأنها كانت “أدلة ملفقة” ولها “دوافع سياسية”، وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
لكن ماذا فعلت الريسوني، تحاكم الصحفية المغربية، بسبب إجرائها عملية “إجهاض” غير قانونية.
وتعود تلك القضية إلى 31 أغسطس/ آب، حيث ألقي القبض على هاجر الريسوني وخطيبها الناشط الحقوقي السوداني، رفعت الأمين، بعد خروجهما من عيادة طبيب وسط العاصمة الرباط، ووجهت لها النيابة تهمة الخضوع لعملية “إجهاض سري”، وتم التحفظ على الطبيب واثنين من مساعديه، ونشرت مواقع مغربية عديدة أن الفتاة المغربية متورطة في علاقة جنسية خارج إطار الزواج مع خطيبها، وهو ما دفعها لزيارة الطبيب.
وأشارت “فرانس 24” إلى أن الريسوني نفت تلك الاتهامات تماما، وأكدت أنها كانت بالفعل في زيارة للطبيب، بسبب آلام في البطن، فأخبرها بأنها تعاني من نزيف يطلب تدخل عاجل، وعرضت شهادة طبية تؤكد أنها لم تخضع للإجهاض.
وحظت هاجر الريسوني، بحملة تضامن واسعة النطاق في المغرب والوطن العربي، وانطلقت هاشتاغات عديدة، مثل “الحرية لهاجر الريسوني”، و”هاجر ليست مجرمة”، مشيرين إلى أن الفتاة كانت مجرد ضحية “مؤامرة سياسية”.
إسراء الغريب (فلسطين)
إسراء الغريب، فتاة تبلغ من العمر 21 عاما، عاشت في بلدة بيت ساحور في قضاء بيت لحم فلسطين… الحدث: وافتها المنية.
وتضاربت الأنباء حول سبب الوفاة، حيث روجت وسائل إعلام أن سبب الوفاة كان نتيجة أن الفتاة كانت تعاني من هلاوس عقلية وتأخذ عقاقير تسببت في توقف قلبها.
لكن تقرير طبي رسمي كشف عن سبب وفاة الشابة الفلسطينية إسراء غريب، والتي نشرتها وكالة “معا” الفلسطينية، وتتضمن وثائق التقرير الطبي الفلسطيني، الذي قيل إن وزارة العدل الفلسطينية، سلمته للنيابة العامة في رام الله، حول ظروف وملابسات وفاة الشابة إسراء غريب.
وذكر التقرير الطبي المسرب أن “الفتاة كانت تشكو من ألم أسفل الظهر وتبين بالفحص وجود جرح قطعي يقع بشكل عمودي على الحاجب الأيمن وكدمات قديمة وحديثة على الأطراف العلوية، كما تبين إصابتها في الأربطة، وكدمات وكسور في المعصم ناتجة عن عنف خارجي على الجسم”.
وأشار إلى أن “إصابة إسراء، بكدمات في فروة الرأس، وأن عظام الجمجمة خالية من الكسور”، موضحا “وجود احتقان في الأوعية الدموية، ومناطق نزف في النسيج الرئوي واحتقان في الكليتين والطحال”.
وقال التقرير: “إن سبب وفاة إسراء غريب هو قصور حاد في الجهاز التنفسي نتيجة تجمع الهواء في المنتصف والأنسجة تحت الجلد في الصدر نتيجة لمضاعفات الإصابات المتعددة التي تعرضت لها الفتاة”.
وأثارت تلك القضية ردود أفعال واسعة النطاق، حيث أصبح هاشتاغ “كلنا إسراء الغريب” تريند في أكثر من دولة عربية، وتم تداوله خارج الوطن العربي أيضا، كما نشر عدد كبير من البلوغرز العرب مقاطع فيديو لدعم قضية تلك الفتاة وتعرضها للتنمر من شقيقها الذي تسبب في وفاتها، وحظت بدعم وتضامن عدد كبير من نجوم ومشاهير العرب.
ريم مهنا (مصر)
ريم مهنا، فتاة مصرية تخطت حاجز الثلاثين من عمرها ولم تتزوج… الحدث: قررت تجميد البويضات حتى ظهور الزوج المناسب.
وقالت ريم مهنا، في مقطع فيديو نشرته على صفحتها بموقع “فيسبوك”، “حينما قررت تجميد البويضات وأبلغت الطبيب الخاص اندهش من القرار، وقال: “أنا عمري ما سمعت إن في واحدة في مصر طلبت هذا الطلب”.
وأضافت أنها أجرت عملية يتم فيها الحقن وتساعد على تنشيط إفراز البويضات خلال ساعة من الزمن عن طريق ثلاث فتحات في البطن بحجم صغير جدا لا يوجد لهم أي أثر بعد العملية، ويتم من خلالها سحب البويضات، ووضعها في ثلاجة لتتم عملية التجميد، مشيرة إلى أن البويضات يتم حفظها لمدة عشرين عاما.
وتابعت ريم في تصريحات نقلتها قناة “إم بي سي مصر”: “تجميد البويضات بالنسبة إلي فرصتي الأخيرة لتحقيق حلم الأمومة.. اللي شجَّعني أن تأخُّر سن الزواج في مصر أصبح في تزايد، وانقطاع الطمث يمكن أن يحدث لأية فتاة في العقد الثالث”.
وتسبب هذا الفعل غير المعهود في الوطن العربي، بتفجير حالة من الجدل، وهو ما دفع دار الإفتاء المصرية لأن تخرج فتوى تؤكد فيها أن عملية “تجميد البويضات جائزة شرعيا وليس بها أي محظورات”.
مناهل العتيبي (السعودية)
مناهل العتيبي، فتاة سعودية وناشطة ومدافعة عن حقوق المرأة عبر موقع “تويتر”… الحدث: سارت في العاصمة الرياض دون عباءة.
ومن المعروف عن المجتمع السعودي، أنه محافظ جدا فيما يخص المرأة، التي ترتدي دوما في الخروج الزي التقليدي “العباءة”، لكن العتيبي قررت كسر تلك التقاليد.
ولم تكتف مناهل بالسير فقط دون عباءة، بل وثقته بمقطع فيديو نشرته عبر مواقع التواصل، لتحدث ضجة واسعة في الأوساط السعودية، بين مؤيد لما فعلته ومعارض لها.
وقالت حينها في التغريدة: “أمس كان يوم حظي نمت وأنا جداً سعيدة وصحيت وأنا أسعد ومن السعادة رحت أشطب شوارع الرياض شارع وحارة حارة ومن خلال تشطيبي وتعاملي مع الدوريات والمرور وردة فعلهم المحترمة معي اكتشفت أن النظام فعلاً تعمم، وأن ولي العهد كان صادقا لمن قال (يحق للمرأة أن ترتدي مثل الرجل)”.
ولم تكتف الفتاة السعودية بذلك بل أتبعته بمقطع فيديو آخر، وهي تتجول مرة أخرى بملابس رياضية ولا ترتدي العباءة.
وتباينت ردود أفعال مواقع التواصل ما بين الرفض القاطع لما فعلته مناهل، والتي وصلت إلى حد تهديدها وإطلاق هاشتاغات مثل “مكافحة الانحلال”، و”أوقفوا العبث”.
فيما أيد آخرون ما فعلته، مشيرين أنها تجربة تتم لاختبار مدى تقبل المجتمع لتلك الخطوة، وفقا لما ذكرته شبكة “بي بي سي”.
سحر خدياري (إيران)
سحر خدياري، فتاة فلسطينية عاشقة لكرة القدم ومشجعة لفريق الاستقلال الإيراني… الحدث: انتحرت بإحراق نفسها
اهتزت مواقع التواصل الاجتماعي في العالم وليست إيران فقط، بإعلان وفاة خدياري، بعدما أضرمت النار في نفسها، خوفا من أن تتلقى حكما بالسجن لستة أشهر، لمجرد حضورها مباراة لكرة القدم.
وبدأت القصة، بإلقاء السلطات الإيرانية القبض على سحر خدياري يوم 12 مارس/ آذار، وهي تحاول دخول ملعب طهران مرتدية زيا رجاليا، لتشجيع فريقها المفضل “الاستقلال”، قبل أن تضرم الفتاة التي عرفت بلقب “الفتاة الزرقاء” نسبة إلى ألوان فريقها المفضل النار في نفسها، خشية تلقيها حكما بالسجن فترة ما بين 6 أشهر وعامين.
وأصدرت منظمات حقوقية عديدة بيانات إدانة، لكن الرسالة الأقوى كانت من نجم منتخب إيران السابق، علي كريمي، عبر حسابه على “إنستغرام” الذي يتابعه أكثر من 4 ملايين إيراني، والذي طالب فيها كل الإيرانيين بمقاطع الرياضة في بلاده، وقال: “النساء في بلدنا أفضل من الرجال”.
من جهته أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بيانا عبر فيه عن أسفه لوفاة خدياري ودعا السلطات الإيرانية “لتوفير الحرية والأمن لكافة النساء المنخرطات في هذه المعركة المشروعة لإنهاء منعهن من دخول الملاعب”.
أما منظمة العفو الدولية فنعت “الفتاة الزرقاء” وأكدت أن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي ما زالت تمنع حضور النساء للأحداث الرياضية وتلاحقهن إن حاولن القيام بذلك، داعية لإنهاء هذا الحظر.