لسنا فى عداء مع الإنسانية
كتبت : علياء الهواري
لسنا في عداء مع الأبرياء نشب حريق هائل فى الأراضي الأسرائيلية تحديدا فى منطقة بيت غزرا الواقعة بين مدينتي اسدود وعسقلان، حيث أندلعت الحرائق فى الغابات نتيجة للموجة الحارة التي تعرضت لها إسرائيل وعدد من دول المنطقة بعدما ارتفعت درجات الحرارة إلى أكثر من ٤٠ درجة مئوية. وما كان من القيادة السياسية إلا اتخاذ القرار الذي تمليه مصلحة الدولة في حالة حدوث كوارث طبيعية لدى أيا من دول العالم ولا سيما إذا كانت هذه الدولة واقعة على حدودك وهناك احتمالية ان ينتقل الخطر الناتج عن هذه الكارثة ليهدد شعبنا المصري في عقر دارنا وخاصة في ظل توفر عوامل انتشار الحرائق كالرياح والهواء وغيرها. وبقرار حكيم وسريع من السيسي قامت طائرات من نوع الهليكوبتر بالمساعدة في إخماد الحرائق وسط العديد من المروحيات القادمة من مختلف دول العالم للقيام بدور إنساني قبل كونه سياسي كما هو متعارف عليه في الأعراف والتقاليد الدولية، وبناء على معاهدة السلام المبرمة بين الدولتين فإنه يستوجب على الحكومة المصرية الحرص على أمن وسلامة شعب الطرف الآخر طالما أنه مسالم بعيدا عن أي خلفيات آخرى وخير دليل هو قيام فلسطين نفسها وهي أكثر المتضررين من دولة الأحتلال الصهيوني بالمشاركة في عمليات الإطفاء وهذا لاستشعارها بالخطر الذي قد يداهم شعبها في حال تمدد الحرائق إلى جانب كون المتضررين أُناس عُزل لا يمكن أن نأخذهم بذنب بعض المتعصبين من اللوبي الصهيوني من قياداتهم السابقين او حتى الحاليين فالدافع الأنساني أقوى كما علمنا ديننا الإسلامي الحنيف وكما تعلمنا من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ضرب أروع الأمثلة في التعامل مع أعدائه من غير المسلمين عندما كانوا يقعوا في الأسر بعد الغزوات وانتصار المسلمين فيها فكانت معاملة إنسانية أكسبت الإسلام حب الأعداء بل ودخولهم إلى الإسلام على إثر هذا التعامل الأنساني الراقي. إضافة إلى أن التاريخ علمنا أن السياسة لا تعرف لغة العواطف ولكن نعمل وفقا لمقتضيات الأمن القومي لمصرنا الحبيبة ومصالح دولنا العربية فطائرات مصر وحدها لم تخمد حرائق إسرائيل وبدونها لم تكن الحرائق لتفحم الأخضر واليابس لديهم كما أن مشاركتنا لا تعني حتما رضانا عنهم وعن سياستنا فتعاملنا جاء وفقا للبروتوكول ومن هنا أدعو من يدعون الفهم ويدعون الوطنية بألا يتشنجوا في كل كبيرة وصغيرة ويعارضوا من أجل المعارضة التي لا تجدي نفعا فالسياسة لها ناسها وقيادتنا الحكيمة التي تقود مصر خير راعي لمصالح مصر ونحن نثق فيهم وفي كل خطوة يخطوها لأنهم يتحركون من دافع حبهم وغيرتهم على وطنهم الذين ضحوا من أجله ولا زالو. عاشت مصر حرة أبية بشعبها وقيادتها الواعية الحكيمة