العاهل السعودي : تطوير إيران لقدراتها النووية وصواريخها الباليستية خطر على إمدادات النفط العالمية يهدد أمن المنطقة والعالم
مكة المكرمة – علي خليل
دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خلال القمة العربية الطارئة إلى اتخاذ موقف حاسم لوقف عمليات التصعيد الإيرانية في المنطقة في أعقاب هجمات على أصول نفطية خليجية هذا الشهر.
وأبلغ العاهل السعودي أيضا القمة بأن القضية الفلسطينية ”تبقى قضيتنا الأولى إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام“.
وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمته الافتتاحية، إن المملكة العربية السعودية حريصة على أمن واستقرار المنطقة وتجنيبها ويلات الحروب وتحقيق السلام والاستقرار.
وأضاف الملك سلمان بن عبد العزيز، “نطالب المجتمع الدولي باستخدام كافة الوسائل لوقف النظام الإيراني عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورعايته للأنشطة الإرهابية في المنطقة والعالم والتوقف عن تهديد حرية الملاحة في المضائق الدولية”.
وأضاف العاهل السعودي، أن الأعمال الإجرامية التي حدثت مؤخراً باستهداف أحد أهم طرق التجارة العالمية بعمل تخريبي طال 4 ناقلات تجارية بالقربِ من المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة يعد تحدياً سافراً لمواثيق ومبادئ وقوانين الأمم المتحدة.
عاهل السعودية يدعو لموقف عربي حازم
ضد تهديدات إيران
قال العاهل السعودي الملك سلمان إن تطوير إيران لقدراتها النووية وصواريخها الباليستية وخطرها على إمدادات النفط العالمية يهدد أمن المنطقة والعالم.
وقال ”لا بد من الإشارة إلى أن عدم اتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة. هو ما قاده للتمادي في ذلك والتصعيد بالشكل الذي نراه اليوم“.
وتقول السعودية والإمارات، اللتان سعتا لدفع الولايات المتحدة إلى تحجيم إيران، إنهما تريدان تجنب الحرب بعد ضربات بطائرات مسيرة استهدفت محطتي ضخ نفطيتين في المملكة وهجوم تخريبي استهدف ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات.
واتهمت السعودية إيران بإصدار الأمر بشن الضربات بالطائرات المسيرة والتي أعلنت جماعة الحوثي المتحالفة مع طهران المسؤولية عنها.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون يوم الخميس إن أدلة تؤكد وقوف إيران وراء الهجوم على ناقلات النفط ستقدم إلى مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل.
وتنفي طهران أي دور لها في الأمر.
وقال العاهل السعودي ”إن المملكة حريصة على أمن واستقرار المنطقة، وتجنيِبها ويلات الحروب، وتحقيق السلام والاستقرار“.
وتصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الدولي مع طهران وأعادت فرض العقوبات عليها وعززت وجودها العسكري في الخليج.
وقال بولتون إن ألغاما بحرية ”من شبه المؤكد أنها من إيران“ استخدمت لمهاجمة الناقلات. ووصف الهجوم الذي وقع بالقرب من مركز إماراتي لتزويد السفن بالوقود بأنه مرتبط بالهجوم على محطتي الضخ الواقعتين على خط أنابيب شرق-غرب في السعودية، وكلتاهما مسار بديل عن مضيق هرمز لنقل النفط، كما أنه مرتبط بهجوم صاروخي على المنطقة الخضراء في بغداد.
ورفض مسؤول إيراني تصريحات بولتون ووصفها بأنها ”زعم هزلي“. وقالت الجمهورية الإسلامية إنها ستدافع عن نفسها في وجه أي عدوان عسكري أو اقتصادي.
وقال إسحاق جهانجيري نائب الرئيس الإيراني يوم الثلاثاء إن البلاد غير مسموح لها بتطوير أسلحة نووية لأن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يحظر ذلك.
*ردع إيران
قال بولتون ومبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران برايان هوك للصحفيين يوم الخميس إن إعادة نشر القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة نجح في ردع إيران.
وقال بولتون في لندن إنه إذا هاجمت إيران أو أي من أتباعها في المنطقة المصالح الأمريكية فسيكون ذلك خطأ كبيرا.
وقال هوك خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف إن الولايات المتحدة سترد بالقوة العسكرية إذا حدث ذلك.
والأسبوع الماضي أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) نشر 900 جندي إضافي في الشرق الأوسط ومددت إقامة 600 جندي آخرين، وذلك بعد قيامها بتسريع عملية نشر مجموعة حاملة طائرات هجومية وإرسال قاذفات قنابل وصواريخ باتريوت إضافية إلى المنطقة.
وخلال زيارة بولتون لأبوظبي، قام المسؤولون بتفعيل اتفاقية للتعاون الدفاعي تم توقيعها هذا العام بين الولايات المتحدة والإمارات التي تستضيف قاعدة جوية أمريكية.
ولدى دول الخليج قوة دفاع مشتركة في إطار مجلس التعاون الخليجي، لكن ذلك التحالف الذي أنشئ منذ 39 عاما تصدع جراء خلاف دفع السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر لفرض مقاطعة سياسية واقتصادية على قطر منذ منتصف عام 2017.
وقال العراق وسلطنة عمان إنهما يعملان على خفض حدة التوتر. وتربط البلدان علاقات جيدة بطهران وواشنطن. وعرضت الدوحة، التي تتقاسم حقل غاز عملاقا مع إيران، تقديم العون.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارة للعراق هذا الشهر إن بلاده تريد علاقات متوازنة مع دول الجوار في الخليج وإنها اقترحت توقيع اتفاقية عدم اعتداء معها.
محمد بن زايد: انعقاد القمم الثلاث يؤكد دور السعودية الرائد في تعزيز الأمن والسلم
قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن “انعقاد القمم الخليجية والعربية والإسلامية في مكة المكرمة خلال هذه المرحلة الاستثنائية وفي ظل تحديات جسيمة تشهدها المنطقة، يؤكد الدور الرائد للمملكة العربية السعودية بما تمثله من عمق استراتيجي لدول المنطقة والعالم الإسلامي وتعزيز الأمن والسلم والحفاظ على مصالح دول المنطقة وشعوبها وخدمة قضاياهم وجمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم”.
وثمن ولي عهد أبوظبي جهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومساعيها الخيرة ومبادراتها لتبني ودعم كل جهد وعمل عربي ودولي مشترك من شأنه إرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلام إقليميا ودوليا.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد عن أمله أن تكلل المساعي والجهود المخلصة للمملكة بالنجاح والتوفيق وأن تخرج القمم الثلاث التي تستضيفها بما يلبي تطلعات الشعوب العربية والإسلامية إلى الاستقرار والسلام والأمن والتعايش بجانب توحيد الرؤى والمواقف والعمل المشترك بين الدول في مواجهة التحديات والأخطار التي تحدق بالمنطقة وتهدد بتقويض أسس وأركان الأمن القومي العربي.