صحيفة “واشنطن بوست” عن فيلم “The Post”: قصة حب ومرآة للواقع
اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الفيلم الأمريكي الجديد الصادر عنها “The Post”، هو “قصة حب”، وتحية مشجعة لاستقلال الصحافة، والمساواة بين الجنسين.
كما أشارت إلى أن طرحه في تلك الفترة مثاليا للغاية، تزامنا مع هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المستمر على الصحافة، ووصفه لها بالكاذبة، عبر حسابه على “تويتر”.
والفيلم مبني على أحداث حقيقية، جرت في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، حول تسريب صحيفة “واشنطن بوست”، في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيسكون، لوثائق سرية تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، حول حرب فييتام، وهي الوثائق التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” وكانت سببا في تقييدها قضائيا بواسطة نيكسون.
وتعكس هذه الوثائق السرية، كذب الإدارة الأمريكية على شعبها، بشأن ما جرى فعلا في هذه الحرب، التي شهدت سقوط آلاف القتلى من الجنود الأمريكيين، وزعمت بتحقيق انتصارات.
وأشادت الصحيفة، بتجسيد بطلة الفيلم ميريل ستريب، لشخصية وريثة “واشنطن بوست”، كاثرين غراهام، من حيث تطور شخصيتها، من أرملة تتحمل مسؤولية كبيرة، بإدارتها للصحيفة الأمريكية، من بعد وفاة زوجها فيليب في عام 1963، حتى تصبح أكثر قوة وثقة في نفسها، وشط عالم يطغوه الرجال، وترى أن أداء ستريب في الفيلم هو الأفضل خلال القرن الـ 21، ولا تستبعد حصولها على ترشيح جديد لجائزة الأوسكار عنه.
كذلك امتدحت الصحيفة أداء توم هانكس لدور رئيس تحرير الصحيفة “بن برادلي”، الذي يتسم بالذكارء والتمرد، ولا يعرف مصطلح “غير صالح للنشر”.
وذكرت الصحيفة في نقدها للفيلم، أنه نجح في تحقيق توازن في العلاقة بين “برادلي” و”غراهام”، أو “هانكس” و”ستريب”، وإحداثه مزيجا من التواضع والذوق الفني، ومكانتهما الفنية.
أجمل مشهد
اختار صحيفة “واشنطن بوست”، أن أجمل مشاهد فيلم “The Post”، عندما تتخذ غراما قرار نشر وثائق “البنتاغون” السرية عبر صفيحتها، وما أن تبدأ ماكينات الطباعة في العمل، حتى نرى مكاتب الصحيفة، وبالتحديد مكتب الصحفي “باغيكيان” وهو هتز بشدة، في إشارة من المخرج ستيفن سبيلبرغ، إلى أن نشر هذه الوثائق سيسبب زلزالا يطيح بريتشارد نيسكون من منصبه في البيت الأبيض، بعد سنوات، والمقصود هنا فضيحة طووتر غيت”.
أكثر ما عاب العمل
قالت “واشنطن بوست” إن أكثر ما عاب فيلم “The Post”، هو اعتماده على المباشرة والإيحائةية للفت الانتباه إلى رسائله السياسية، ومنها مشهد مشهد خروج “غراهام” (مريل ستريب) من قاعة المحكمة، واختراقها مجموعة من النساء اللاتي ينظرن إليها بإعجاب ونوع من التقديس، والذي اعتبرت الصحيفة بأنه جاء مقحماً ومبتذلا إلى حد كبير.
ويشهد فيلم “The Post”، على التعاون الفني الأول بين ميريل ستريب والمخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ، والخامس بين الأخير والممثل الأمريكي توم هانكس.
“أفضل فيلم عن معركة عن الصحافة ضد السلطة”
ترى صحيفة “واشنطن بوست” أن فيلم “ذا بوست” أفضل فيلم يتناول معركة الصحافة ضد السلطة، منذ فيلم “All the President’s Men” من إنتاج 1976، ويتفوق على فيلم “Spotlight”، الذي عرض في عام 2016، في أن قضيته أشمل وأكبر من قضية تحرش قسيس بأطفال.