عاجل

البابا يتجنب الإشارة إلي الروهينغا بالاسم؟

وصل البابا فرنسيس إلى بنغلادش، بعد زيارة لجارتها ميانمار اتسمت بحساسية دبلوماسية، لم يشر خلالها مباشرة إلى محنة مسلمي الروهينغا الذين فروا بأعداد تقدر بمئات الآلاف.

ومرة أخرى، لم يستخدم البابا كلمة “روهينغا”، وتحدث أمام رئيس بنغلادش، محمد عبد الحميد، عن “لاجئين من ولاية راخين” في ميانمار.

فلماذا يتجنب البابا ذكر الكلمة، ولماذا هذه الحساسية الدبلوماسية، لدرجة أن البعض يصف الزيارة بـ”حقل ألغام دبلوماسي”؟

حساسية الزيارة..

الحساسية الدبلوماسية التي اتسمت بها زيارة البابا للعاصمة نايبيداو، بميانمار، بدأت مع تحذير بعض مساعديه من قول كلمة “روهينغا”، لتفادي خلاف دبلوماسي مع الدولة ذات الأغلبية البوذية، التي يتهمها البعض بالتطهير العرقي.

ديفيد بولوك، الباحث في حقوق الإنسان، قال لـ”الغارديان”: “لسنوات طويلة حذا المجتمع الدولي حذو حكومة ميانمار في تجنب ذكر الروهينغا، تجنبا للأضرار”.

وأضاف: “لا يجب أن يكون هناك جدل حول التزام البابا بالاسم”.

ولا تعترف ميانمار بالروهينغا كمواطنين أو أعضاء في جماعة عرقية، وترفض استخدام كلمة الروهينغا.

“حقل ألغام دبلوماسي”..

وفي السياق، يقول الأب توماس ريس، وهو كاتب أمريكي بارز ومحلل سياسي: “البابا يخاطر إما بالإضرار بسلطته المعنوية أو تعريض المسيحيين في ذلك البلد للخطر… أنا أكن تقديرا كبيرا للبابا وقدراته”.

من جانبه، دافع الفاتيكان عن قرار البابا عدم استخدام كلمة “روهينغا”، وقال إن سلطته الروحية لم يشبها أي عُوار، وإن مجرد وجود البابا هناك لفت الأنظار لأزمة اللاجئين.

لكن مؤتمرا صحفيا للفاتيكان في يانجون، في ختام الزيارة، سلط الأضواء على “حقل الألغام الدبلوماسي” الذي خاضه البابا بسبب القضية.

وقال المتحدث جريج بورك إن قرار البابا، عدم الإشارة إلى الروهينغا، لا ينتقص من أي شيء قاله في الماضي، فلقد ذكرهم وذكر معاناتهم قبل زيارته لميانمار.

لكنه أضاف أن دبلوماسية الفاتيكان “ليست معصومة من الخطأ”، وأن الأخرين لهم الحق في إبداء الرأي.

“ينبغي ألا تكون الاختلافات الدينية مصدرا للانقسام”..

واستمرت زيارة البابا لميانمار أربعة أيام، التقى خلالها زعيمة ميانمار أونج سان سو كي والرئيس هتين كياو.

وفي أحد خطاباته، قال البابا: “أعلم أن كثيرين في ميانمار يعانون جروحا خلفها العنف، جروحا ظاهرة وغير ظاهرة”، وحث على عدم الانقياد وراء الرغبات سعيا للشفاء من الغضب والانتقام.

وأضاف: “ينبغي ألا تكون الاختلافات الدينية مصدرا للانقسام والارتياب، وإنما قوة دافعة للوحدة والتسامح والصفح وبناء الأمم بحكمة”.

وبدأ النزوح الجماعي للروهينغا أواخر آب /أغسطس، عندما شن الجيش عملية مضادة ردا على هجمات شنها أفراد من الروهينغا على قاعدة للجيش ومواقع للشرطة.

وأُحرقت عشرات من قرى الروهينغا وحكى لاجئون عن تعرضهم لأعمال قتل واغتصاب.

فيما قالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إن حملة الجيش تضمنت “فظائع مروعة” تهدف إلى “تطهير عرقي”.

من جانبه، ينفي جيش ميانمار كل الاتهامات التي وجهت إليه بالقتل والاغتصاب والتشريد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى