أمريكا : قادرون على مواجهة تهديدات صواريخ كوريا الشمالية
أكد الجيش الأمريكي أنه قادر على الدفاع عن الولايات المتحدة ضد أي تهديد من برنامج كوريا الشمالية للصواريخ الباليستية العابرة للقارات وخاصة الصاروخ المطور حديثا والذي تقول بيونجيانج إنه قادر على حمل رأس حربي نووي كبير.
وفي خطوة كبيرة في برنامجها الصاروخي أجرت كوريا الشمالية يوم الثلاثاء اختبارا على صاروخ باليستي عابر للقارات يعتقد بعض الخبراء أن مداه يصل إلى ولاية ألاسكا وشمال غرب الولايات المتحدة.
وأشار الكابتن جيف ديفيس المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى تجربة أمريكية الشهر الماضي نجح خلالها صاروخ أطلق من قاعدة أمريكية في اعتراض صاروخ يحاكي هجوم افتراضي من كوريا الشمالية.
وقال ديفيس “لذا فنحن على ثقة في قدرتنا على التصدي للخطر المحدود.. الخطر الوليد هناك”. لكنه أقر بأن اختبارات الدفاع الصاروخي الأمريكية السابقة أظهرت “نتائج متباينة”.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية، وهي الوكالة الرسمية لكوريا الشمالية، إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قال إن الاختبار الناجح أكمل قدرة البلاد في مجال الأسلحة الاستراتيجية التي تشمل قنابل ذرية وهيدروجينية وصواريخ باليستية عابرة للقارات.
كما نقلت الوكالة عنه قوله إن بيونجيانج لن تتفاوض مع الولايات المتحدة للتخلي عن أسلحتها ما لم تكف واشنطن عن سياستها العدائية تجاه الشمال.
وأضافت الوكالة “(كيم) أبلغ المسؤولين والعلماء والفنيين والابتسامة تعلو وجهه أن الولايات المتحدة ستكون مستاءة… في ظل تلقيها حزمة من الهدايا في يوم استقلالها”.
والاختبار الصاروخي هو تحد مباشر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يحث الصين الشريك التجاري الأساسي لكوريا الشمالية وحليفها الكبير الوحيد على الضغط على بيونجيانج للتخلي عن برنامجها النووي.
ويعقد مجلس الأمن الدولي، الذي ترأس الصين دورته الحالية، اجتماعا طارئا بشأن كوريا الشمالية بطلب من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.
ويقول دبلوماسيون إن الصين لم تطبق بشكل كامل العقوبات الدولية على جارتها وتقاوم فرض إجراءات أكثر صرامة عليها مثل الحظر النفطي وحظر شركة الطيران الوطنية الكورية الشمالية وحظر استضافة عمال كوريين شماليين وإجراءات ضد البنوك الصينية وغيرها من الشركات التي تتعامل مع الشمال.
وندد ترامب بالتعامل التجاري بين الصين وكوريا الشمالية وشكك فيما إذا كانت بكين تعمل مع واشنطن للتصدي للتهديد النووي الكوري الشمالي.
وكتب على تويتر يوم الأربعاء “التجارة بين الصين وكوريا الشمالية نمت بوقع نحو 40 في المئة في الربع الأول. كنا نعتقد أنهم يعملون معنا لكن كان علينا أن نحاول”.
ودعا الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن القوى الكبرى لبحث زيادة العقوبات ضد كوريا الشمالية. وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك في برلين مع المستشارة أنجيلا ميركل “هذا تهديد واستفزاز كبير”.
ومن المقرر أن يناقش زعماء من مجموعة العشرين الذين سيجتمعون في ألمانيا خلال أيام تحركات لكبح جماح برنامج أسلحة كوريا الشمالية الذي تطوره في تحد لعقوبات مجلس الأمن الدولي.
*ضغط دبلوماسي
أشار ترامب مؤخرا إلى نفاد صبره حيال الخطوات الصينية المتواضعة للضغط على كوريا الشمالية. وقالت إدارته إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة ومنها الخيار العسكري لكنها أوضحت أنه سيكون ملاذا أخيرا وأن العقوبات والضغوط الدبلوماسية هما المسار المفضل.
وقدرت وثيقة للأمم المتحدة في 2015 أن أكثر من 50 ألف عامل كوري شمالي يعملون في الخارج ويحولون عملات صعبة إلى النظام وأن الغالبية العظمى منهم في الصين وروسيا.
ويلتقي ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين.
ووحدت روسيا والصين جهودهما الدبلوماسية يوم الثلاثاء ودعتا كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة إلى توقيع خطة صينية لنزع فتيل التوتر بشأن برنامج بيونجيانج الصاروخي.
*صاروخ طويل المدى
ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية أن الصاروخ هواسونج-14 حلق لمدة 39 دقيقة لمسافة 933 كيلومترا وبلغ ارتفاع 2802 كيلومتر.
وقال بعض المحللين إن تفاصيل رحلة الصاروخ تدل على أنه بلغ مدى يزيد على ثمانية آلاف كيلومتر وهو ما يؤهله لبلوغ مناطق مهمة بالبر الرئيسي الأمريكي وذلك في تقدم كبير لبرنامج بيونجيانج الصاروخي.
وقال جون شيلينج خبير الصواريخ الذي يقيم بالولايات المتحدة إن التجربة مبكرة و”أكثر نجاحا من المتوقع” موضحا أن كوريا الشمالية أصبحت الآن على بعد عام أو عامين من الوصول إلى “القدرات التشغيلية الأدنى”.
في غضون ذلك قال الجيش الأمريكي الثلاثاء إن القوات الأمريكية والكورية الجنوبية أطلقت صواريخ في المياه قبالة كوريا الجنوبية في استعراض للقوة بعدما أجرت كوريا الشمالية اختبارا على صاروخ باليستي عابر للقارات.
وأضاف الجيش الأمريكي في بيان “القدرة على توجيه ضربات دقيقة في العمق تمكن التحالف (الكوري الجنوبي) الأمريكي من التعامل مع كل الأهداف الحيوية في مختلف الأحوال الجوية” مضيفا أنه سيجري استخدام منظومة الصواريخ التكتيكية الأمريكية والصاروخ الكوري الجنوبي (هيونمو 2).