باكستان تعلن قتل 100 متشدد في حملة أمنية بعد هجوم انتحاري على مزار صوفي
قتلت قوات الأمن الباكستانية عشرات الأشخاص ممن يشتبه بأنهم متشددون بعد يوم من إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجوم انتحاري قتل أكثر من 80 شخصا عند مزار صوفي في أحدث هجوم دموي في البلاد.
والتفجير الانتحاري الذي استهدف مزار لال شهباز قلندر في إقليم السند بجنوب البلاد هو الأكثر دموية في باكستان خلال عامين وأسفر عن مقتل 83 شخصا على الأقل وسلط الضوء على التهديد الذي تشكله الجماعات المتشددة مثل طالبان الباكستانية والدولة الإسلامية.
وكانت الحملة الأمنية سريعة في شتى أنحاء البلاد.
وقال الجيش في إفادة عن العمليات مساء يوم الجمعة “قتل أكثر من 100 إرهابي منذ الليلة الماضية وأعتقل عدد كبير.”
ومع مواجهة السلطات انتقادات غاضبة بسبب فشلها في إحكام الإجراءات الأمنية قبل أن يفجر الانتحاري نفسه حذر محللون من أن موجة العنف تشير إلى تصعيد كبير في محاولات المتشددين الإسلاميين زعزعة استقرار المنطقة.
وقال امتياز جول رئيس مركز الأبحاث والدراسات الأمنية في إسلام أباد “هذا إعلان حرب ضد دولة باكستان”.
والتفجيرات التي شهدتها البلاد على مدى خمسة أيام ضربت كل الأقاليم الباكستانية الأربعة ومدينتين كبيرتين وقتلت ما يقرب من 100 شخص مما قضى على مفهوم أن أسوأ عنف شهدته البلاد بسبب المتشددين قد انتهى.
وكانت سلسلة من العمليات العسكرية ضد جماعات متشددة في باكستان قد عززت الآمال بتشتيت قادة تلك الجماعات.
وقال جول “لكن هذا أدى إلى إحساس بالرضا عن النفس بين قيادات الجيش والقيادات المدنية بأنهم دمروهم بالكامل أو قصموا ظهورهم.”
لكن أحداث الأيام الماضية قضت على هذا الانطباع.
وفي مزار لال شهباز قلندر ما تزال الأرضية الرخامية البيضاء ملطخة بالدماء يوم الجمعة فيما تكدست الأحذية والنعال في الساحة إذ تعود الكثير منها للضحايا.
وفي الخارج هتف محتجون بشعارات مناهضة للشرطة التي قالوا إنها تقاعست عن حماية المزار رغم طلبهم ورغم تهديدات أمنية.
وتسبب الهجوم على المزار الصوفي في تصعيد التوتر مع أفغانستان بعد أن قال مسؤولون باكستانيون إن بعض قادة المتشددين اختبأوا عبر الحدود. وهذا الاتهام مماثل لما تتهم به كابول إسلام أباد.
وقال الجيش يوم الجمعة إن المعابر الحدودية أغلقت وتم استدعاء دبلوماسيين أفغان لمقرات قيادة الجيش في إسلام أباد وتسليمهم قائمة بها 76 “إرهابيا” تطالب باكستان باعتقالهم وتسليمهم.
وأدان الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني يوم الجمعة الهجوم على المزار الصوفي في باكستان عبر تويتر ووصف الدولة الإسلامية بأنها “عدو مشترك لأفغانستان وباكستان”.