نظمة خانام قتلوها أمام زوجها.. مسلمو أميركا يواجهون حرب كراهية
اجتمع مئاتٌ من الأشخاص في مسجدٍ بكوينز في نيويورك الجمعة 2 سبتمبر/أيلول حداداً على المرأة البنغلاديشية البالغة من العمر 60 عاماً، والتي قُتلت في ما يقولون إنها جريمة كراهية.
في الوقت الذي دعا فيه رجل دين إلى تشكيل دوريات مدنية لحماية المسلمين من الاعتداءات التي تكررت ضدهم مؤخراً، وكذلك إلى ضرورة تعلمهم وسائل الدفاع عن أنفسهم، وفق ماجاء في صحيفة الغارديان البريطانية.
وقال نايمول خان، نجل الضحية نظمة خانام، “رأيت جثة والدتي قبل يومين” وتابع في تأثر شديد “كان أمراً صعباً علي وعلى عائلتي”.
وتحدث خان في المؤتمر الصحفي الذي عُقد بعد صلاة الجنازة في مركز جامايكا الإسلامي حيث تجمع المئات، بينما بكى زوج الضحية شمس العلم خان في الميكروفون وناشد المجتمعين الدعاء لزوجته.
“لقد قتلني أحدهم!”
قُتلت خانام (60 عاماً) على بعد أقدام من زوجها البالغ من العمر 75 عاماً مساء الأربعاء 31 سبتمبر بينما كانا عائدين من متجر الهدايا التذكارية. كان خان يمشي وراء زوجته بسبب إصابته بالربو، حين هاجمها رجل مجهول وطعنها عدة مرات. عملت زوجته كمعلمة في بنغلاديش قبل أن تنتقل إلى نيويورك منذ عدة أعوام.
وبحسب شهادة الزوج، صرخت نظمة خان “لقد قتلني أحدهم!”، قبل أن يجد سكيناً يبلع طوله 4 بوصات في جسدها.
لا تملك شرطة نيويورك أدلة على هوية القاتل أو دوافعه المحتملة، لكن العديد من أفراد الجالية البنغلاديشية والجالية المسلمة في الجنازة كانوا مقتنعين بأن هذه جريمة كراهية.
لا للكراهية.. نريد العدالة
يأتي مقتل خانام بعد أسابيع من مقتل الإمام البنغلاديشي مولانا أكونجي (55 عاماً) وصديقه ثراء الدين (64 عاماً) بالرصاص أثناء عودتهما من الصلاة وهو ما وصفته النيابة بالاغتيال. رجت هذه الوفيات الجالية البنغلاديشية في كوينز كما أشعلت الاحتجاجات المطالبة بتحقيق في جريمة الكراهية.
وازدادت المشاعر في المسجد يوم الجمعة مع تردد هتافات “نريد العدالة” أثناء الكلمات التي أُلقيت، وحمل أعضاء الجالية لوحات كُتب عليها “الحب لا الكراهية”.
وقالت المحامية العامة ليتشيا جيمس لهتافات الحشد “لم تكن هذه سرقة، وعلى الرغم من أننا لا نعلم كل الحقائق، ففي الواقع هذا يتكرر كثيراً”.
كانت ليتشيا واحدة من العديد من المسؤولين الحكوميين الذين حضروا، ومن ضمنهم ممثلون عن العمدة بيل دي بلاسيو، وحاكم نيويورك أندرو كومو، وغيرهم من أعضاء مجلس المدينة والمسؤولين الفيدراليين والحكوميين.
اعتداءات متكررة
وأسفر الهجومان اللذان تعرضت لهما الجالية البنغلاديشية في كوينز عن إثارة مخاوف المسلمين الأميركيين على مستوى البلاد وارتفاع قلقهم بشأن تحول الشعور القومي المعادي للمسلمين إلى أعمال عنف متكررة.
وبحسب الدراسة التي أجرتها مبادرة Georgetown’s Bridge ، والتي حللت إحصائيات جرائم الكراهية لدى المباحث الفيدرالية FBI، شهد عام 2015 المزيد من جرائم الكراهية ضد المسلمين مقارنة بأي عام سابق منذ 11 سبتمبر/أيلول 2001.
في نفس الأسبوع الذي قُتل فيه الإمام وصديقه في كوين، قُتل رجل لبناني في توسلا بأوكلاهوما، على يد جاره الذي أشار إليه مراراً “بالعربي القذر” و”المسلم”،كما هاجم عائلته عدة مرات في الماضي.
مطالبات بتكثيف الأمن
وقال خالد لطيف، المدير التنفيذي للمركز الإسلامي بجامعة نيويورك، “أربع حوادث قتل في أقل من بضعة أسابيع، ناهيك عن عدد الاعتداءات والجرائم التي وقعت في هذه البلاد ومعظم أوروبا والناتجة عن الكراهية”.
وأضاف “الشعور المعادي للمسلمين بلغ أوجه، وسنستمر في سماع أخبار مماثلة إلى أن يقوم من لديهم القدرة على الحديث بفعل ذلك عبر كلماتهم وأفعالهم”.
وكانت الطريقة المثلى للرد على تصاعد الكراهية نقطة مضيئة للمسلمين في نيويورك، حيث رفع العديد من حضور الجنازة لافتات تطالب بالمزيد من التواجد الشرطي، بل وطالبوا بالمزيد من الأمن خلال المؤتمر الصحفي الذي تلا صلاة الجنازة.
دعوة لتشكيل دوريات مدنية
وكان أحد أقارب خانام ضابطاً في شرطة نيويورك، لذا حضر العديد من ضباط الشرطة الجنازة.
إلا أنه للعديد من المسلمين في نيويورك ذكريات سيئة مع شرطة نيويورك بسبب برنامج المراقبة المثير للجدل، الذي اخترقوا فيه الجاليات المسلمة للتجسس وجمع المعلومات.
أخذ الإمام عبد الباقي، من المركز الثقافي الإسلامي، الميكروفون ليحثَّ الناس على مراقبة مجتمعاتهم وحمايتها عبر دوريات مدنية وتعلم كيفية الدفاع عن أنفسهم.
قائلاً “يمكن للجالية الإسلامية حراسة نفسها”.
ترددت شرطة نيويورك في وصف قتل خانام بجريمة كراهية، لكن وحدة جرائم الكراهية تشارك في التحقيقات. اُعتبرَت الحادثة محاولة سرقة في البداية، مثلما حدث في مقتل أكونجي وثراء الدين، لكن أفراد العائلة قالوا إنه لم يُسرق شيء.
“تخميننا الأفضل هو أنه كان مختلاً” هكذا صرح أحد كبار الضباط لصحيفة Daily News يوم الجمعة، وتابع “ركض باتجاهها، ولم يتبادل حديثاً معها. وهذا ما يصعب تفسيره”.
واستأنف أوسكار موريل (35 عاماً)، الذي أدين بالقتل من الدرجة الأولى لقتله كل من أكونجي وثراء الدين، على حكم إدانته. ومازال المحققون يعملون على تحديد الدوافع وراء تلك الحادثة.
نشرت شرطة نيويورك مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة وأعلنت عن جائزة قيمتها 10 آلاف دولار لقاء المعلومات التي يمكنها أن تقود للقبض على القاتل، 2500 دولار عند اعتقال قاتلها، و7500 إذا أُدين هذا الشخص.