نهلة كرم: السياسة تحول العمل الفني إلى نشرة أخبار
صاحبة “أن تكون معلقاً في الهواء”، أشارت إلى أنها لا تجد مشكلة في كتابة مجموعةٍ تُشكِّل متوالية قصصية، بمعنى أن يتكرر ظهور تيمات وأماكن وشخصيات، غير أنها استدركت “لكن هذا لو صب في اتجاه أن ما نكتبه سيُقرأ باعتباره رواية، فالأفضل أن نكتبه كرواية من الأساس”، لافتة إلى وجود حالة أخرى قد تصنع فيها الروايات ذاتها متتالية، كما حدث في حالة ثلاثية علاء الديب الرائعة حول غربة أسرة مكانياً ونفسياً، حيث يتتبع الأب منير فكار، أستاذ الأدب العربي، في الجزء الأول “أطفال بلا دموع”، ثم يتتبع الأم، سناء فرج، في الجزء الثاني “قمر على المستنقع”، وأخيراً حياة الابن تامر فكار الشاعر التسعيني في “عيون البنفسج”، هنا يشكل كل عمل بمفرده حالة، ولكن الأعمال الثلاثة تتضافر مشكلة حالة متكاملة في النهاية.
نهلة المولودة عام 1989، وخريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة، أوشكت أيضاً على الانتهاء من رواية جديدة، مشيرة إلى أنها تتكئ في الأساس على التيمة الاجتماعية، وبها جزء بسيط من السياسة في خلفيتها، حيث تدور أجواء الرواية في العامين الأخيرين، وقالت: “كنت حريصة على عدم طغيان السياسة، لأنها تحول العمل الفني إلى ما يشبه نشرة الأخبار، وعموماً أميل إلى استخدام الأحداث الاجتماعية وهي بدورها تعكس الأجواء السياسية لا العكس”.
ما الجيل الذي تنتمي إليه نهلة؟ وهل هي مشغولة بهذا؟ تجيب “لا. لست مشغولة أبداً بهذا الأمر، ولا أفكر فيه، وحتى الأن لا أفرق في كتاب السبعينيات والثمانينيات، والأهم بالنسبة لي، ككاتبة شابة، ما بقي من كل كاتب، وهل عمله استمر أم أنه توقف في مرحلة ما، وما حجم تأثيره”.
صاحبة “على فراش فرويد” أشارت إلى أنها تشعر بأنها أقرب روحياً إلى كتاب بأعينهم، وضربت مثالاً بإيزابيل الليندي، “لديها عالم ثري جداً”، وأضافت “هناك أيضاً أليف شافاق، لم أحب روايتها (قواعد العشق الأربعون)، ولكنني متيمة بعملها الفاتن (لقيطة اسطنبول)، أنا أحب العوالم الغرائبية، واللغة البسيطة، وأكره اللغة المعقدة، وهذا الأمر أيضاً وجدته حاضراً في رواية (الهدنة) لماريو بينديتي، التي لن تتركها منذ سطرها الأول وحتى آخر حرف فيها”.
وعلقت نهلة “كنا في ورشة بجوتة، وتم ترشيحنا للسفر إلى فرانكفورت، والمحاضر كان يقول لكل كاتب منا نقاط القوة عنده، وكان هناك اتفاق منه ومن جميع المشاركين في أن نقطة القوة عندي أنني أشد القارئ منذ أول سطر وحتى آخر سطر، ببساطة هذا هو ما يجذبني إلى أي كاتب، وسعيدة لأن هناك من يراني أفعل ذلك”.
ومصرياً من الكتاب الأقرب إليها؟ تقول: “ربما تبدو شهادتي مجروحة في مكاوي سعيد، وصنع الله إبراهيم، الأول لم أبدأ الكتابة إلا بعد أن قرأت عمله الجميل (تغريدة البجعة)، كنت وقتها في مرحلة الجامعة، وهذا العمل هو الذي دفعني إلى الكتابة، وحينما قلت له إن الرواية التي كتبتها (على فراش فرويد) لا تعجبني، قال لي: حسنٌ، دعي الآخرين يحكمون، سنطبع نسخاً من مخطوطة العمل ونوزعها عليهم، وكان منهم محمد الروبي وصنع الله إبراهيم، بعدها بأسبوع اتصل بي شخص من مكتب صنع الله، وقال لي إنه يريد أن يراك، وهناك أكد لي صاحب (نجمة أغسطس) أنها عمل جيد وأنها ستغير شيئاً في الكتابة، وأنه يريد نشرها، وقد نشرها فعلاً في داره (الثقافة الجديدة)، وهكذا فإن الاثنين، مكاوي وصنع الله، بالترتيب الزمني لمعرفتي بهما شخصياً، دعماني، وأنا أقدر لهما هذا جداً”.