منتصر القفاش: حرية الكاتب تزيد مع تقدمه في العمر
يشرح القفاش: “الملامح العامة للرواية كانت موجودة منذ فترة، كتبت مشاهد متفرقة منها، ولكن المشهد الافتتاحي، الدخول بمعنى أدق، كان غائباً وبعيداً، كانت الرواية تبحث عن مدخلها طوال الوقت، بعكس روايات بدأتها منذ مشهدها الافتتاحي، لقد حدث هذا على سبيل المثال في روايتي (أن ترى الآن)، المشهد الافتتاحي كان حاضراً منذ الوهلة الأولى، والرواية جاءت بعده، لكن المشهد ذاته عذبني في روايتي الأولى (تصريح بالغياب)، وأيضاً في (مسألة وقت) وبالمناسبة فكرت في أن أجمع كل المشاهد الافتتاحية بأعمالي وأجمعها في كتاب بعنوان: البدايات”.
ينتمي القفاش، المولود في عام (1964)، إلى جيل التسعينيات، ويعد واحداً من أبرز كتابه وأقدمهم لأنه بدأ مبكراً، وكان من الكتاب الذين بشَّر بهم الروائي الكبير إدوار الخراط، هذا الجيل الذي كان بالأمس يُشار إليه باعتباره المجدد في الكتابة صار كبيراً الآن، وربما يكون مطلوباً منه قيادة الثقافة خلال الفترة القادمة، خاصة مع رحيل معظم الأسماء البارزة.
هل القفاش مشغول بفكرة المجايلة والتقدم في العمر؟
يقول: “لست مشغولاً بهذا على الإطلاق، أتذكر جيداً أن أصدقاء في فترة مبكرة كانوا يحدثونني عن مرحلة العام الثلاثين، ويقولون لي إنه عام التحول بالكامل، وعام تغير الأفكار، وأكدوا لي أن الإنسان يشعر بالقلق والتوتر حينما يصل إلى تلك المرحلة، ولكن ذلك العام مرَّ بشكل عادي، كما مرت كل مرحلة بشكل عادي”.
وأضاف: “كل ما أعرفه أن لديَّ رغبة مستمرة في الحياة والكتابة كما أرغب، لست مشغولاً بمأساوية المراحل أو الأعمار، مع الاعتراف بأن هناك من يلقون بالاً لهذا، المراحل مجرد أرقام ولكن الأهم هو كيف نعيشها، هناك أحلام للكتابة ما زلت أفكر فيها، وأنا أريد أن أنجز ما بدأته”.
هل تغيرت فكرة الكتابة بالنسبة للقفاش في تلك المراحل؟
يجيب: “كلما قطع الإنسان شوطاً في الكتابة، أو في العمر، تتغير أفكاره الرومانسية عن الكتابة، أو تخفت، أو تضيع، وتكون هناك رغبة في توسيع مجال التجربة، وتكون لديك رغبة في أن تطلق العنان لنفسك ولتجربتك الكتابية، تريد أن تسخر لها كل إمكانياتك، دون التمسك بمقولات قديمة أو نظريات، بشكل عام الحرية، حريتك، تزيد في الكتابة، وتصبح أكثر تخففاً من الأحكام المسبقة التي كانت تسيطر عليك”.