شعر – سميرة فرجي
ولا أوْجَعَ الخَنْسَـاءَ مثلي التَّذَكُّـرُ
وحيرْتُ نصفَ العالمين بِحَيرتي
وما زلتُ في هذا المصاب أحَيِّـرُ
فإن سال دمعُ العاشقين كقطـرةٍ
فمن أدمعي سالتْ بحـارٌ وأنْهُـرُ
ولو منح العذالُ قلبيَ لحظـة ً
لَبَاحَ لهمْ بالسـر والدمـعُ يَقْطُـرُ
أخافُ عليه من دياري وأهلها
إذا شاع فيها ما بِبَـالِيَ يَخْطُـرُ
أخافُ عليه من دسيسة حاسـد
يُذيـعُ هَـوَانَـا للوُشـاةِ وَيَثـأرُ
أخافُ عليه أن يخاف من الهوى
وفي غـفلـةٍ منّي يتوبُ ويهجـرُ
أخاف عليه من رهافـة قلبـه
إذا مسَّهُ مَسِّي وكالكـأسِ يُكْسَـرُ
أخاف عليه من عيوني إذا بكتْ
ومن أعينِ النسوانِ تَسبي وتَْسْحَـرُ
ولو أن ربّ العرشِ قَصَّـرَ عمرَهُ
سأعطيه من عمري وعمريَ يَقصُرُ
وإن كان في عمري القليلُ فإنني
بلا وجـلٍ أسْقِيـهِ حبـا وَأكْثِـرُ
وخُيِّرْتُ في أمرينِ ،لكنْ كلاهما
يُنَبِّئُ بالخَطْب الجليـل وَيُنْـذِرُ
فَإمَّا بنسيـانٍ أداوي جراحَـهُ
وإمَّا ببعضِ الصَّبْرِ حَرِّيَ يفتـرُ
ولكنَّه روحي ونفسي ومهجتي
فكيف سأنساهُ وكيف سأصبرُ؟!!
ومهما يقولوا كي أتوبَ عن الهوى
فإني وربِّ البيتِ..لا.. لستُ أقْدِرُ!
وكيف سأنسى من هويتُ وحبُّهُ
سَيُحْفَظُ في قلبي إلى يومِ أقبـرُ؟!
ويشفع لي في الناس دينُ محمدٍ
ويرحمنـي ربُّ العبـادِ وَيَغْفِـرُ
ومن يَرَني والحبُّ يَجْلِدُ أضلعي
يَقُلْ خاشعًا مِنْ حُزْنِهِ اللهُ أكْبَـرُ!!
(حقوق الطبع والنشر محفوظة. من ديوان : مواويل الشجن)
