قتال شديد في شوارع كوباني مع تقدم مقاتلي الدولة الاسلامية
وكان مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية قد رفعوا راياتهم على مبنى على أطراف المدينة وأجبروا المزيد من الالاف من سكان كوباني ومعظمهم من الاكراد على الفرار للنجاة بحياتهم عبر الحدود الى تركيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان مقاتلي الدولة الاسلامية تقدموا لمسافة نحو 100 متر داخل الجزء الشرقي من البلدة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد “المعركة الان أصبحت معارك شوارع وهي تدور داخل الجزء الشرقي من البلدة.”
وتسعى الدولة الاسلامية للسيطرة على كوباني لتعزيز اجتياحها المباغت لشمال العراق وسوريا وتطبيق تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية والذي أحدث صدمة في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وأخفقت الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات أمريكية وخليجية في وقف تقدم الإسلاميين الذين حاصروا المدينة من ثلاثة جوانب وقصفوها بالمدفعية الثقيلة.
وعبر السكان المذعورون الذين أجبروا على الفرار من كوباني نتيجة للقتال الاخير الحدود الى تركيا عن طريق معبر يومورتاليك وهرعت سيارات إسعاف ذهابا وإيابا بين البلدة السورية وتركيا.
وقال باروير علي محمد وهو مترجم بالحزب الديمقراطي الكردستاني لرويترز بالهاتف وهو يلوذ بالفرار “يجري اجلاء أكثر من 2000 شخص بينهم نساء وأطفال. الشرطة التركية تفحص حقائبنا الان.”
وأمكن رؤية الراية السوداء للدولة الاسلامية عبر الحدود التركية أعلى مبنى مؤلف من أربعة طوابق على مقربة من موقع شهد أعنف الاشتباكات في الأيام الماضية.
وأمطرت الدولة الاسلامية الأحياء السكنية في كوباني بقذائف المورتر كما أصابت قذائف الاراضي التركية عن طريق الخطأ في الأيام الأخيرة وتسببت في اصابة أشخاص وتدمير منازل.
وخاضت الدولة الاسلامية معارك شرسة في مطلع الاسبوع من أجل السيطرة على مستانور وهو تل استراتيجي يطل على كوباني. ويبين تسجيل فيديو بثه التنظيم يوم الاحد مقاتليه وهم يسيطرون على هوائيات اذاعة عند القمة لكن لم يتسن التأكد من مصادر مستقلة.
ودعا حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للاكراد في تركيا الى مظاهرات شوارع تركيا للاحتجاج على هجوم مقاتلي الدولة الاسلامية على كوباني حيث الموقف “بالغ الخطورة”.
وقال المرصد السوري أيضا ان متشددين نفذوا هجومين انتحاريين في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا مما ادى الى مقتل 30 شخصا على الاقل.
وقال عبد الرحمن “الهجومان استهدفا نقاط تفتيش يديرها مقاتلون أكراد عند المدخل الغربي للمدينة. ووقعا خلال بضع دقائق من بعضهما البعض.”
وحتى وقت قريب لم تصل الحرب الاهلية التي انتشرت في معظم سوريا الى البلدة بل انها وفرت ملاذا آمنا للاجئين من القتال في كل مكان حيث اختار الرئيس السوري بشار الاسد السماح للسكان الاكراد بالحصول على حكم ذاتي فعلي.
وأثارت موجة قطع الرؤوس والقتل الجماعي والتعذيب الذعر من التنظيم في المنطقة حيث تخلو القرى من سكانها مع اقتراب شاحنات ترفع العلم الأسود للدولة الاسلامية وتشير تقديرات الى ان 180 ألف شخص فروا الى تركيا من منطقة كوباني.
وقالت مصادر محلية وجماعة مراقبة ان مقاتلة كردية فضلت تفجير نفسها يوم الاحد على ان تتعرض للاسر بأيدي الدولة الاسلامية بعد ان نفدت ذخيرتها.
وتعالج المستشفيات التركية تدفقا منتظما من المقاتلين الاكراد الجرحى الذين يجري نقلهم عبر الحدود.
وقال شهود عيان فروا من كوباني ان النساء المسنات تقدم لهن قنابل لالقائها والشابات اللائي ليس لديهن خبرة في القتال يجري تسليحهن وارسالهن الى المعركة.
وتعهد المدافعون عن كوباني بعدم التخلي عن البلدة مما اثار مخاوف من وقوع مذبحة اذا اقتحمها مقاتلو الدولة الاسلامية.
وقال عصمت الشيخ رئيس هيئة الدفاع في كوباني عبر الهاتف في وقت سابق يوم الاثنين “إذا دخلوا كوباني ستكون مقبرة لنا ولهم ولن نسمح لهم بالدخول ونحن أحياء.”
وأضاف “إما ان ننتصر أو نموت. سنقاوم حتى النهاية.”
وأكد سياسيون أكراد يوم الاثنين ان صالح مسلم أحد رؤساء وحدات حماية الشعب اجتمع مع مسؤولين أتراك ليحثهم على السماح بدخول أسلحة الى كوباني من تركيا وان كانت لم تتوفر تفاصيل أخرى.
ولم تلمح تركيا حتى الان الى انها يمكن ان تنضم الى المعركة ضد الدولة الاسلامية بالقرب من حدودها أكثر من لفتات عن الدفاع عن النفس مثل اطلاق النار على مقاتلي الدولة الاسلامية ردا على قذائف مورتر التي تسقط على الاراضي التركية.
وفي مطلع الاسبوع تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرد اذا هاجمت الدولة الاسلامية القوات التركية واوم الاثنين نشرت دبابات على الحدود للمرة الثانية في اسبوع بعضها توجه مدافعها صوب سوريا ردا فيما يبدو على طلقات طائشة.