اسلاميو تونس يواجهون خصومهم العلمانيين واتباع النظام السابق في الانتخابات البرلمانية
وانطلقت الحملات الانتخابية رسميا يوم السبت الماضي لكن تزامنها مع الاحتفال بعيد الاضحى جعل الاداء بطيئا واخر بدايتها الفعلية الى يوم الاثنين.
ويشارك 5.2 مليون ناخب في الانتخابات المقبلة بينما تشارك الاحزاب بحوالي 13.000 مرشح.
وفي انتخابات 2011 فازت حركة النهضة الاسلامية بأكثر من 40 في المئة من مقاعد المجلس التأسيسي وحكمت ضمن ائتلاف مع حزبين علمانيين لكن أزمة سياسية حادة أعقبت اغتيال معارضين علمانيين على يد متشددين اسلاميين أنهت حكم هذا الائتلاف بموجب اتفاق بين النهضة والمعارضة العلمانية.
وعلى عكس الانتخابات الماضية لا يبدو ان النهضة ستكون في طريق مفتوح للفوز في الانتخابات البرلمانية رغم انها تبدو حتى الان القوة الرئيسية في البلاد.
ومن المتوقع على نطاق واسع ان يكون لحزب نداء تونس الذي يتزعمه الباجي قائد السبسي حضور قوي بعد ان اصبح ينظر اليه على انه قاطرة المعارضة العلمانية.
وتشير استطلاعات الرأي الاخيرة الى ان نداء تونس والنهضة قد تحققان نسبا تصل الى 30 بالمئة في هذه الانتخابات.
ولاول مرة منذ 2011 سيعود مسؤولون عملوا مع الرئيس السابق زين العابدين بن علي للمشاركة في الانتخابات بعد ان تم ابعادهم في انتخابات 2011.
وسيخوض “الدساترة” أو انصار النظام السابق ضمن عدة احزاب من بينها حزب المبادرة وحزب الحركة الدستورية وغيرها.
ويقول الكاتب السياسي والصحفي نور الدين المباركي “رغم ان النهضة قامت بعدة اخطاء لكن لا زال لديها قاعدة جماهيرية واسعة وهناك قوى اخرى هي نداء تونس والجبهة الشعبية ضمن المعارضة العلمانية ستكون من المنافسين البارزين اضافة لانصار النظام السابق الذين يحتفظون بشبكات نفوذ واسعة قد تسمح بتحقيق نتائج.”
ولكن حركة النهضة قالت إنها واثقة من تكرار فوزها في الاستحقاق المقبل.
وقال راشد الغنوشي زعيم النهضة “لدينا ثقة في ان شعبنا سيعطينا ثقته من جديد.. ونأمل في الحصول على نفس النسبة التي حصلنا عليها في الانتخابات الماضية.”
ويثق ايضا نداء تونس في قدرته على الفوز بهذه الانتخابات. وتعهد بانعاش الاقتصاد وخلق المزيد من فرص العمل. ولم يستبعد الحزب امكانية التحالف مع الاسلاميين بعد الانتخابات.
وفي وقت سابق هذا العام قال زعيم الحزب الباجي قائد السبسي لرويترز إن حزبه مستعد للحكم مع الاسلاميين اذا لم تفرز النتائج اغلبية واضحة لنداء تونس.
بدأت حركة النهضة حملتها من شارع الحبيب بورقيبة وهو شارع أيقونة ونقطة محورية في الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق قبل ثلاث سنوات ونصف السنة.
وبدأت احزاب اخرى من بينها الجبهة الشعبية والنداء وتيار المحبة اجتماعات شعبية في عدة مناطق من البلاد ووزعت صور وبرامج مرشحيها في المقاهي والمحلات.
وقال شاب تونسي اسمه الأسعد الجويني وهو حاصل على شهادة منذ اربع سنوات لكنه عاطل عن العمل “الثورة اعطتنا الحرية والديمقراطية.. لكن الديمقراطية لا تعطينا الخبز لنأكل..من يريد النجاح عليه النهوض بالاقتصاد وتقليص البطالة.”
وأضاف الجويني الذي كان جالسا في مقهى بشارع الحبيب بورقيبة “لن اقاطع الانتخابات وسأصوت لمن يعطي اهتمامه للاقتصاد وللامن.”