كيري في القاهرة سعيا لتحقيق وقف لاطلاق النار في غزة
وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يتحدثان لوسائل الإعلام قبل بدء محادثات في القاهرة بشأن الوضع في غزة يوم الاثنين.
القاهرة (رويترز) – بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين مسعى دبلوماسيا من أجل التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار في الصراع المتصاعد بين اسرائيل وحماس فيما اعترف مسؤولون امريكيون بانها ستكون مهمة شاقة.
وقتل أكثر من 500 شخص اثر القتال في قطاع غزة معظمهم فلسطينيون فيما واصلت اسرائيل هجومها الجوي والبري في محاولة لوقف الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس على اراضيها.
وبدأ كيري مشاوراته -التي من المتوقع ان تشمل اجتماعات مع مسؤولين كبار في مصر وربما في دول اخرى بالمنطقة- باجتماع مع بان جي مون الامين العام للام المتحدة.
وقال كيري وهو يقف الي جوار بان أثناء التقاط صور لهما قبيل محادثاتهم “نحن قلقون بشدة بشان عواقب مسعى اسرائيل المناسب والشرعي للدفاع عن نفسها” حسبما قال صحفي أمريكي حضر جلسة التقاط الصور. واضاف قائلا “لا يمكن لأي دولة ان تقف موقف المتفرج بينما تهاجمها الصواريخ.”
وقال كيري “لكن دائما -في اي نوع من الصراع هناك قلق بشان المدنيين .. بشأن الاطفال و النساء” معلنا ان الولايات المتحدة ستقدم مساعدات انسانية قيمتها 47 مليون دولار لمساعدة سكان غزة.
ويعتزم كيري البقاء في مصر حتى صباح الأربعاء فيما لم يتحدد بعد موعد لنهاية جولته التي قد تشمل ايضا اجراء محادثات مع مسؤولين من قطر التي لها علاقات وثيقة مع حماس وتستضيف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة.
وأكد مسؤولون امريكيون كبار للصحفيين فور وصول كيري الى القاهرة مدى ضخامة التحدي المتمثل في إنهاء مواجهات بين الجانبين في ضوء ان الحكومة الحالية في مصر ليست لها علاقات قوية مع حماس مثلما كان الوضع خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين.
وقال مسؤول كبير في الخارجية الامريكية “هدفنا هو التوصل لوقف الاعمال القتالية بأسرع ما يمكن. الا اننا لا نتوقع ان يكون امرا يسيرا إنه موضوع معقد للغاية.”
ومن بين هذه التعقيدات عدم وجود اتصالات مباشرة بين الولايات المتحدة وحماس التي تعتبرها واشنطن منظمة ارهابية لذا فان معظم الجهود ستجري من خلال وسطاء منهم مصر وقطر. وكانت قطر من الجهات الداعمة بقوة لحكومة مرسي التي اطاح بها الجيش.
وقال مسؤول امريكي “نعتقد ان جهود التوصل لوقف لاطلاق النار هذه المرة ستكون على نحو ما أكثر تعقيدا مما كان عليه الحال في 2012.”
واضاف قائلا “المنطقة أكثر انقساما الآن مما كانت عليه من قبل” مشيرا الى “العلاقات المعقدة” لهذه الدول التي من المعتقد ان لديها قدرا من النفوذ على حماس.
وادى انعدام الثقة بين مصر وحماس الى تعقيد الجهود الرامية الى وقف سفك الدماء في غزة حيث قتل 536 فلسطينيا أغلبهم مدنيون ومن بينهم 100 طفل تقريبا وذلك حسب تقديرات مسؤولي الصحة بغزة. وقالت اسرائيل إن 25 من جنودها قتلوا الى جانب مدنيين اثنين.
وقال مسؤول مصري دون ان يذكر تفاصيل “مصر لا تعارض في اضافة بعض شروط حماس شريطة موافقة جميع الاطراف المعنية.”
ومن بين شروط حماس رفع الحصار الاسرائيلي والمصري عن قطاع غزة والافراج عن بضع مئات من الفلسطينين الذين اعتقلتهم اسرائيل الشهر الماضي اثناء عمليات البحث عن ثلاثة شبان يهود اختفوا في الضفة الغربية المحتلة. وعثر على جثث الشبان الثلاثة في وقت لاحق في حادث ألقت اسرائيل بالمسؤولية فيه على حماس.
الا ان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال ان مصر لا تعتزم تعديل مبادرة وقف اطلاق النار مشيرا الى ان القاهرة تكفل فتح المعابر الحدودية بين مصر واسرائيل.
وقال في مؤتمر صحفي مع بان “المبادرة المصرية توفر فتح المعابر.. المبادرة فيها نص صريح وواضح أنه بعد تنفيذ وقف إطلاق النار.. البند الثالث يؤدي للفتح التلقائي للمعابر عندما يتم استتباب الأمن.”
ومن المتوقع ان يلتقي بان مع عدد من كبار المسؤولين المصريين بشأن الازمة في غزة في اطار جولته الحالية بمنطقة الشرق الاوسط.
وقال بان “اذا كنت تريد حقا مناقشة جميع هذه الشروط فسيستغرق الامر وقتا طويلا… اطالب بان يتوقف كل من الجانبين عن العنف دون أي شروط.”
واوضح مسؤولون امريكيون انهم يأملون في وقف سريع لاطلاق النار قائلين انهم سيتطرقون بعد ذلك الي القضايا الاساسية للصراع بين حماس و اسرائيل.
وقال كيري أثناء لقائه بان “أي وقف لاطلاق النار -مؤقتا او طويلا- لن يحل أي شيء بدون معالجة تلك القضايا في مرحلة ما وذلك ما يجب ان نفعله