شعر ابط مادونا اثار معركة نسائية
في نطاق التجمّل النسائي يسير اتجاهان يتناقضان ويتصاعدان: الأول يطلب من النساء إزالة شعر الجسم بكامله، والآخر يدعو إلى العتق من وسوسة إزالة الشعر
كهاوية استفزاز عريقة، حوت صفحة الإنستجرام لمادونا حتى اليوم تقريبًا كل صورة متطرفة ممكنة، منها عضو جنسي صناعي، صورة مشتركة مع يسوع وصورة شخصية لها تلعق سيفًا. مرّ كل هذا تحت سمع وبصر الرصد الإعلامي بهدوء نسبي، حتى جاءت الصورة التي رفعتها في الأسبوع الأخير. نجحت الصورة في إثارة أمواج من ردود الفعل العاصفة في العالم. نظرت مادونا مباشرة إلى الكاميرا وكشفت عن إبط غزير بالشعر. العنوان: “Long hair.. Don’t care!!!! “ أرادت ملكة البوب أن تترك الشعر في موضعه وأكثر من ذلك، أن تبرزه.
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني
سجّلوا الآن!
بصراحة، اعترِفوا أنه من النادر رؤية امرأة ليست مشهورة فحسب بل هي رمز أيضًا، تُشهر نفسها وهي مُشعِرة. وأمر آخر ليس أقل أهميّة: المغنية قمحية الشعر ولون شعر إبطها أشقر وإن لم يكن بالفوتوشوب، فقد أرادت مادونا توضيح هذه النقطة: لا داعي لأن تغيري أشياء من جسمك، كي تكوني امرأة.
من الواضح للجميع وبالأخص لكلهنّ أن هذه الصورة خَطوة سياسية، واتخذت مادونا بنشرها ذلك موقفًا يستمر منذ سنوات وهو المعركة على شعر جسم المرأة. في السنتين الأخيرتين، تتعالى الأصوات المطالبة بحق النساء أن يُبقين شعر أجسامهن كما هو، من غير أن يتعرضن لرد الفعل الحاد والفظ الذي يثيره هذا القرار.
تم تصنيف صورة مادونا في إنستجرام، بالمناسبة، تحت إشارة # artforfreedom- وهو مشروع دولي يشجع النساء على نشر صور مُبتكرة ترفع مستوى الوعي لانتهاك حقوق الإنسان. أي حق يقبع في شعر إبطِ مادونا؟ وبهذا، تتحدث مادونا عن الحق في اختيار الإبقاء على شعر الإبط من غير الوقوع في هجمة ترهيب اجتماعية. مع ذلك، تتعرض ملكة البوبّ لوابل من النقد على قليل من الشَّعر، يمكنكم أن تتصورا ما ينتظر النساء العاديات.
يَعتبر مجتمعُ اليوم شعر الجسم مقامًا محفوظا للرجال فقط، ويبدو أن هذه الاعتبارات لا تزداد إلا حدّة. إن كان قد توجّب على النساء في الماضي أن يفارقن شعْر آباطهن ووجوههن، إظهارَ أرجل ملساء والعناية بالحاجبين، ها هي شعرات العانة أيضًا لم تعد مرغوبة، وتفارقها النساء أكثر فأكثر، وعلى الأغلب للأبد.
لكن في المدة الأخيرة تطل من الاتجاه المقابل محطات اعتراض على إزالة الشعر، وهي آخذة في الازدياد. إحداها هي” Armpits4august”، وهو حدث خيري أقيم من سنة 2012 يطالب النساء ألّا يُزلن شعر الجسم في شهر آب كله، كي يزداد الوعي لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات. تسبب هذه المتلازمة، التي تؤثر على 10% من النساء في جيل البلوغ، زيادة الشعر. النساء اللاتي يعانين من الشعر الزائد بسبب هذه المتلازمة، ولأسباب أخرى، كن قد توقفن عن حلقه وخرجن للإعلام كما لو أنهن حقا ذوات شعر على الوجه والإبط.
في الحقيقة، في السنوات الأخيرة يشترك عدد غير قليل من النساء المشهورات في النقاش المُشْعِر والمُشتعل. ليست مادونا فحسب، بل كشفت جوليا روبرتس أيضًا عن زغبتين من الشعر في إبطها، خلال العرض الأول لـ “نوتينج هيل” في 1999- حدث أثار أصداء واسعة وصلت حدَّ عناوين أخبار الصحف.
يمكنكم أن تجدوا في الشبكة الكشفَ المقصود للمغنية الأمريكية، ليدي جاجا. فقد احتلت غلاف مجلة الشتاء “كندي ماجازين” في شهر كانون الأول الماضي بِتعرِّ من الجهة الأمامية يظهر فيه شعر العانة.
نحن بأنفسنا، لم نأت للحكم إن كان اتجاه الآباط المشعرة موضوعا جماليًّا، جذابًا، منفرًا أو يجعل النساء رهنَ قيود الثقافة التجميلية التي تزداد سوءا في العصر الحديث. من المهم لنا أن نرفع مستوى الوعي العام للتعابير المختلفة للمعارك النسائية حتى في مجالات الجمال والتجمّل، والتي تكاد تعتبر مملكة نساء العالم الحصرية.