مفتي تونس : أنا نائب الرسول
أثارت تصريحات أطلقها مفتي تونس حمدة سعيد حول علاقته بالرسول ضجة كبرى في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال سعيد : أنا نائب الرسول (ص)، ومن أرادني هكذا(بصفتي) فمرحبا.
وقال نشطاء على مواقع التواصل إن تصريح المفتي، الذي عينته حركة النهضة في فترة حكمها، يهدف إلى إسكات الأصوات التي طالبت بتغييره، بعد تصريحات سابقة اتهم فيها الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة بأنه وراء بروز ظاهرة الإرهاب في تونس.
واعتبر النشطاء أن كلام المفتي يوحي بأنه معصوم من الخطأ وأن من ينتقدونه إنما ينتقدون الرسول (ص) ومن ثمة يعادون الدين، وهو ما يعني تكفير الخصوم بشكل واضح.
واكتفى المكلّف بالإعلام لدى دار الإفتاء التونسية غفران حسايني بالقول إنّ ما جاء في إحدى الصحف الأسبوعية من أنّ المفتي وصف نفسه بـ”نائب رسول الله” هو “كلام أخرج عن سياقه”.
يشار إلى أن حركة النهضة الإسلامية عينت حمدة سعيد مفتيا لتونس بعد أن عزلت المفتي السابق الشيخ عثمان بطيخ الذي كانت له مواقف حادة تعارض تجنيد الشباب التونسي للقتال في سوريا.
وعرف سعيد بمواقف مناقضة لطبيعة المجتمع التونسي ولرموزه السياسية، فقد تقدمت عشر جمعيات مدنية في محافظة المنستير في أكتوبر 2013 بقضية ضده على خلفية تصريحاته حول علاقة الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة بالإرهاب، حيث قال وقتها إنّ بداية الظاهرة الإرهابية كانت يوم قام الحبيب بورقيبة بنزع الحجاب عن المرأة”.
وسرعان ما اعتبر المفتي أن تلك التصريحات قد أخرجت من سياقها، حيث أشار إلى أن ما قصده هو أن الشباب التونسي المتعطش للدين وعلومه لم يجد طريقا للتعلم والتفقه في العلوم الشرعية بعد أن أوقف بورقيبة العمل بالتعليم الزيتوني مما جعله يلتمس العلم من القنوات الأجنبية.
وخلال الأسابيع الأخيرة، ندد حقوقيون بتصريحات سعيد المثيرة للجدل حول الإجهاض، حيث قال أثناء نزوله ضيفا على أحد البرامج الدينية في التلفزيون التونسي إن قيام المرأة بإجهاض جنينها يعتبر “بمثابة القتل” العمد للنفس البشرية.
واستنكرت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات موقف المفتي سعيد من الإجهاض باعتباره يتعارض مع الفصل 214 من المجلة الجزائية الذي يبين شروط الإجهاض ومنعه.
يشار إلى أن عددا من الأئمة والمتخصصين في شؤون الدين سبق أن اعتبروا أن المفتي حمدة سعيد لا يعبّر عن وسطية المقاربة التونسية لشؤون الدين، وأن فتاواه متشددة، وأنه جاء ليخدم أجندة النهضة للسيطرة على المساجد.