في بادرة غير مسبوقة رجل دين بارز في ايران يدعو إلى التعايش الديني
في بادرة غير مسبوقة
رجل دين بارز في ايران يدعو إلى التعايش الديني
نيويورك – في خطوة غير مسبوقة يتوقع أن يكون لها تداعيات هامة، أعلن آية الله معصومي طهراني أحد أبرز رجال الدين بإيران اهدائه للبهائيين حول العالم لوحة خط فنية مزخرفة تبرز آية مقتبسة من آثار بهاء الله رسول الدين البهائي.
هذه الخطوة تأتي إثر اعلان عدد من رجال الدين في العالم الاسلامي عن تبنيهم لقراءة مختلفة لمبادئ وتعاليم الدين الاسلامي، قراءة ترى بأن القرآن الكريم يوصي بتعايش الاديان ويرحب بذلك. من جانبها أعلنت الممثلة الرسمية للجامعة البهائية العالمية لدى الأمم المتحدة السيدة باني دوجال بأن “هذه البادرة المرحب بها تعتبر تطورا يبعث على الأمل، وينتظر ان يكون لها انعكاسات ايجابية تجاه تعايش شعوب العالم”.
وقد أعلن آية الله الطهراني في موقعه الرسمي (يمكنك قراءة مقتطفات من البيان هنا) بأنه قام بكتابة وتنفيذ لوحة الخط الفنية هذه “كبادرة رمزية للتذكير بأهمية احترام النفس البشرية، والتعايش السلمي بين البشر، والتعاون والدعم المتبادل فيما بينهم، ونبذ الكراهية والعداوة والتعصب الديني الأعمى”.
وكان آية الله الطهراني قد قدم هذه اللوحة النفيسة للبهائيين حول العالم وبالأخص في وطنه إيران والذين كما اشار الطهراني “يعانون كثيرا في مختلف مناحي الحياة نتيجة التعصب الديني الأعمى”. وأشار بأن هذه المبادرة “تعبير عن التعاطف والاهتمام أصالة عن نفسي، ونيابة عن أصحاب الفكر المستنير من أبناء وطنهم”.
وردا على هذه المبادرة أوضحت السيدة دوغال بأن “الجامعة البهائية العالمية تأثرت بعمق نتيجة هذه البادرة التي تنم عن أفق فكري عالٍ ومشاعر صادقة تجاه التعايش بين الاديان واحترام كرامة الانسان “. وأضافت “مبادرة جريئة كهذه ومن أحد أبرز رجال الدين المسلمين تعتبر حادثة غير مسبوقة في ايران المعاصرة”. “حادثة جديرة بالاهتمام في ضوء ما تتعرض له الجامعة البهائية من اضطهاد مستمر ومنهجي من قِبل الجمهورية الاسلامية في ايران”.
تنفيذ هذه اللوحة الفنية الدقيقة في تفاصيلها وزخارفها استغرق عدة أشهر من العمل اليدوي الدقيق. يتوسط اللوحة رمز يعرف لدى البهائيين “بالاسم الأعظم” وهو رسم من الخط العربي يوضح مفهوم العلاقة بين الله الخالق ورسله وخلقه. اللوحة الفنية والتي تبلغ 60 X 70 سنتيمتر مزدانة بالنقوش والزخارف التراثية الأصيلة. ولآية الله الطهراني أعمال فنية أخرى تشمل كتابة وزخرفة القرآن الكريم والتوراة والمزامير والعهد الجديد (الانجيل) وكتاب عزرا.
الآية التي اختارها آية الله الطهراني للوحته مقتبسة من “الكتاب الأقدس” الأثر الأهم لبهاءالله، وهي: “عاشروامعالاديان بالرّوحوالرّيحانليجدوامنكمعرفالرّحمن ،ايّاكمانتأخذكمحميّةالجاهليّةبينالبريّة ،كلّبدءمناللهويعوداليهانّهلمبدءالخلقومرجعالعالمين”.
الجدير بالذكر أن آية الله الطهراني وفي خطوة جريئة سابقة عبر علنا في عدة مناسبات عن قلقه تجاه الاضطهاد الشديد الذي تعاني منه الأقليات الدينية والمذهبية في إيران بما فيها البهائيون.
منذ قيام الثورة الاسلامية في ايران عام 1979م تم قتل مئات البهائيينواعتقال الآلاف منهم. ويوجد حاليا في السجون الايرانية 115 بهائيا محبوسين لمجرد ايمانهم بالدين البهائي. البهائيون في ايران محرومون من التعليم الجامعي، ويضايقون في كسب قوتهم اليومي، ويمنعون من دفن موتاهم وفقا لشعائرهم الدينية، وتتعرض مقابرهم للهدم والتدنيس.
يأمل آية الله الطهراني أن تكون هذه اللوحة الفنية المهداة “والتي ستحفظ لدى بيت العدل الأعظم (الهيئةالعالميةالعلياالقائمةعلىإدارةشؤونالدينالبهائي) –إحياء لتقليد ايراني عريق للتعبير عن الصداقة وثقافة التعايش”.