التراث المعماري والحضارى لإقليم الفيوم وأين نحن منه الآن ؟؟
بقلم
د/غدير دردير خليفة
كلية الآثار – جامعة الفيوم
يعتبر العصر العثمانى من العصور التى حدث بها تطوراً معمارياً كبيراً خاصة فى المدن والأقاليم المصرية،حيث شيد الباشوات ابان القرن السابع عشر،وكذلك البكوات ابان القرن الثامن عشر كثيراً من المنشآت السكنية. وجدير بالذكر أنه مع تزايد اضمحلال سلطة الباشا وانتقال السلطة الحقيقية إلى الأمراء والبكوات و الأعيان ،حدث ان أصبحت قصورهم مركز مهم لإدارة شئون القرية أو المدينة.
ولعل من أهم العوامل التى ساعدت على أن يكون اقليم الفيوم واحة خضراء،وبالتالى مصدر للثروة وسط الصحراء هو وجود بحر يوسف،فهو يتصل بالنيل من خلال ترعة من شأنها العمل على وصول المياه إلى الاهون ثم إلى مدينة الفيوم.
وقد كان للمشايخ والعمد دوراً كبيراً فى الوقوف فى معية الثورات التى تحدث فى البلاد سواء ثورة عرابى 1881م أو ثورة سعد زغلول 1919م حيث كان لهم الرغبة فى إجلاء أو خروج المحتل الأجنبى.كما تُعد عائلة الباسل من العربان الذين وفدوا من ليبيا واستقروا فى الصحراء الغربية على تخوم اقليم الفيوم،وعمل محمد على باشا على توطينهمليضمن عدم حدوث قلاقل فى تلك المناطق أو الأقاليم.
ولقد ضم اقليم الفيوم العديد من القصور ذوى الطراز المعمارى و الفنى المميز،وعلى سبيل المثال لا الحصر قصر عبدالقادر الباسل.
قصر عبدالقادر الباسل:-
تاريخ الإنشاء:1924م:1926م.
الموقع: يقع بقرية السعدة القبلية – مركز اطسا – محافظة الفيوم.
المنشىء: عبدالقادر نقادى الباسل وهو من أعيان اقليم الفيوم،حيث كان يمتلك مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية، فأنشأهذا القصر لكى يستطيع أن يشرف على الأراضى الزراعية الخاصة به،وحتى يكون مقراً لسكنه، وقد كان يجالس كبار الشعراء و العلماء بشكل مستمر ودائم بهذا القصر.
المقومات المعمارية للقصر:-
يشتمل القصر على أربع واجهات حرة محاطة بحديقة يحيط بها سور،ويقدر عدد طوابق القصر بأربعة طوابق أولهم الطابق المسروق (البدروم)،الطابق الأول،الطابق الثانى،الطابق الثالث(السطح).كما يعتبر تخطيط قصر عبدالقادر الباسل مميزاً وذلك لأنه يتبع التخطيط البازليكى.
وقد كان القصر عبارة عن مساحة مستطيلة قسمت من الداخل إلى ثلاث أقسام،حيث كان صدر القسم الأوسط عبارة عن تجويف نصف دائرى ويبدو أن عبدالقادر الباسل أراد أن يجعل من قصره مختلف عن قصور اقليم الفيوم المتأثرة بالتخطيط الأوروبى تعبيراً عن مكانته بين أقرانه و ثرائه. هذا فضلاً عن استخدامه لبعض الزخارف المتأثرة بزخارف عصر النهضة و المتمثلة فى الحشوات الغاطسة التى وجدت بسقف صالة الطابق الأول.
وختاماً يمكن القول أنه مما لا شك فيه أن مصر تعرضت خلال العصور المختلفة لتأثيرات خارجية أثرت على العمارة بصفة عامة، والعمارة السكنية بصفة خاصة وللأسف يتعرض هذا التراث سواء كان معمارياً أم فنياً أم حضارياً لنكبات وأزمات وها نحن نستغيث لإماطة اللثام والحفاظ والإهتمام بهذا التراث الذي ندر أن يكون في أي مكان آخر غير مصر .