صيغة 8 – 8 – 8 إلى الواجهة ولكن… واشنطن: مراكز التسوّق أهداف محتملة للإرهاب
عين على الحكومة المتعثرة الولادة على رغم المحاولات الحثيثة، وعين على الامن وخصوصاً بعدما حذرت واشنطن مواطنيها من السفر الى لبنان، ودعتهم الى “توخي الحذر الشديد وتجنب الفنادق ومراكز التسوق، وأي مناسبات عامة أو اجتماعية حيث يتجمع عادة مواطنو الولايات المتحدة”، معتبرة في بيان “أن هذه المواقع هي الأهداف المحتملة للهجمات الإرهابية على الأقل في المدى القريب”.
وصدر التحذير الشديد اللهجة بعد اعلان قيادي في التيار السلفي الجهادي في الأردن، القريب من تنظيم “القاعدة”، أن “جبهة النصرة لأهل الشام” و”الدولة الاسلامية في العراق والشام” قررتا رسمياً دخول لبنان عسكريا، واعلان تنظيم “داعش” مسؤوليته عن التفجير الاخير في الضاحية الجنوبية، بما عزز الانطباع عن قرار التنظيم العمل في لبنان ومنه في معركته مع النظام السوري.
في غضون ذلك، تشابكت المواقف بعد اعلان قيادة الجيش رسمياً وفاة “امير كتائب عبدالله عزام” ماجد الماجد وما اثارته هذه الوفاة من تساؤلات، خصوصاً ان الاسرار التي ستدفن معه كان يمكنها ان تفتح ثغرة في التحقيقات الجارية في أكثر من ملف، وخصوصا ملف تفجير السفارة الايرانية في بيروت. واذ أعربت السعودية عبر سفيرها في لبنان علي عوض العسيري عن ثقتها بالتحقيق اللبناني في اسباب الوفاة، وصف رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بوروجردي، موت “الارهابي ماجد الماجد بأنه غامض وتحوم حوله الشكوك كثيراً”، داعياً الوفد الايراني الموفد الى بيروت لمتابعة قضية موته. في المقابل، أكد وزير العدل شكيب قرطباوي “ان المدعي العام التمييزي بالانابة القاضي سمير حمود كلف طبيبا شرعيا منذ معرفته بتدهور حالة زعيم كتائب عبدالله عزام ماجد الماجد الصحية، وأعد تقريرا منذ لحظة وصول الماجد الى المستشفى العسكري حتى وفاته، ويفيد التقرير ان الماجد توفي نتيجة اسباب طبيعية تتلخص بقصور في الكلى ومشاكل في الرئتين واصابة جسمه بفيروس. كما يفيد التقرير ان الماجد كان في حالة غيبوبة قبل ساعتين من وفاته”.
وأوضح مصدر متابع لهذا الملف ان الماجد كان في وضع صحي حرج وكان في غيبوبة شبه تامة، ولم يتمكن من الاجابة عن الاسئلة التي كانت توجه اليه على رغم العناية التي توافرت له داخل المستشفى العسكري.
الحكومة
اما في الشأن الحكومي، فعلمت “النهار” انه مع عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان مساء أمس من باريس، ستنشط منذ اليوم حركة الاتصالات التي لم تتوقف في الايام الأخيرة بواسطة مستشاره الوزير السابق خليل الهراوي، من اجل تقريب وجهات النظر بين الافرقاء للتوصل الى حكومة جامعة. وقالت مصادر متابعة لحركة الاتصالات، إن صيغة الـ 9 – 9- 6 قد سقطت، لتتقدم من جديد صيغة 8-8-8، “لانها الاوفر حظاً بالتوافق”. وأفادت المعلومات ان الرئيس سليمان يحرص على حكومة جامعة واستنفاد كل الوسائل الممكنة قبل الذهاب الى حكومة المستقلين اذا لم تنجح الاتصالات.
وكان النائب وليد جنبلاط التقى المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل، موفدا من بري، اثر استقبال الاخير الخميس الماضي المعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” حسن الخليل والبحث في مبادرة لتشكيل حكومة سياسية جامعة. ومساء الجمعة، توجه جنبلاط الى دارة الرئيس تمام سلام حيث شكل الملف الحكومي الطبق الرئيسي الى عشاء جمعهما. ورفضت أوساط الرئيس المكلف التعليق على اللقاء مكتفية بالقول انه يدخل في اطار المشاورات الجارية لتسهيل عملية تأليف حكومة جديدة.
وعلمت “النهار” ان الاتصالات استكملت أمس من خلال الوزير وائل ابو فاعور الذي نقل الى الرئيس بري أجواء لقاء سلام وجنبلاط، كما تولى الاتصال برئيس الجمهورية لاطلاعه على ما جرى.
وفي الوقت نفسه ينشط الوزير السابق خليل الهراوي بتكليف من الرئيس سليمان في اتصالات ولقاءات شملت الرئيسين سلام وفؤاد السنيورة.
وأفادت أوساط “حزب الله” وحركة “امل” ان حركة الاتصالات تتسم بالإيجابية بين كل الأطراف وان النقاش لا يزال مفتوحا وايجابيا وثمة إرادة جدية للبحث عن مخارج في ظل ما آلت اليه أوضاع البلاد. وقالت إن الاتصالات تتركز على سحب خيار حكومة الامر الواقع، وقيام حكومة جامعة لا تستثني أحداً.
وعلمت “النهار” ان جنبلاط طلب من سلام امهاله بضعة أيام بعدما لمس لدى الرئيس المكلف عزماً على عدم التأخر في اعلان حكومته. وقد وافق سلام مفسحا في المجال لمزيد من المشاورات.
وفي الجانب الآخر، لا يشعر فريق ١٤ آذار بأنه معني كثيرا بالمبادرات المطروحة على ما كشف مرجع بارز فيه لـ”النهار” قائلاً أن “لا جديد في الطروحات المتداولة ولا نزال نراوح مكاننا”.
وعن اقتراح الوزير الملك، قال المرجع ساخراً: “من جرب المجرب كان عقله مخربا” في إشارة الى تجربة الوزير السابق عدنان السيد حسين، مؤكدا ان فريقه لن يسير بأي طرح مماثل.
14 آذار
على صعيد آخر، تتوالى حركة اتصالات التهديد التي تصل الى عدد من أركان قوى 14 آذار من ارقام هواتف خارجية. وقد أحيت هذه القوى السبت ذكرى مرور اسبوع على استشهاد الوزير السابق محمد شطح ومرافقه، وجدد الامين العام لـ”تيار المستقبل” احمد الحريري رفض السلاح غير الشرعي والعمل لمواجهته وازاحته عبر المقاومة المدنية.