إخفاقات مجلس الأمن تجسيد للفشل الذريع فى إدارة شئون العالم
إخفاقات مجلس الأمن تجسيد للفشل الذريع فى إدارة شئون العالم
>>| سجل المجلس يحفل بالفشل فى إنهاء الصراعات ورضوخه لمصالح الدول العظمى
>>| مسلسل الإخفاقات بدأ فى العدوان الثلاثى على مصر واستمر فى حرب الكونغو وأزمة كوبا وقبرص وغزو لبنان والعراق
كتب – خالد حجاج
يحفل سجل مجلس الأمن بالفشل فى إدارة شئون العالم منذ إنشائه وعقد أولى جلساته في 17 كانون الثاني / يناير 1946 في تشيرتش هاوس، وستمنستر، بلندن وحتى الآن ، بسبب سيطرة الدول العظمى عليه لتحقيق مصالحها ومساندتها لحلفائها من خلال استخدام حق الفيتو لإجهاض أى محاولات جادة لوقف النزاعات أو التدخل العسكرى لوقف الصراع فى دولة ما على الرغم من أن دوره الأساسى هو حفظ السلم والأمن عندما تُعرض عليه شكوى تتعلق بتهديد للسلم ، المفترض أن يبادر المجلس بمحاولة التوصل إلى اتفاق بالوسائل السلمية واستخدام القوة إذا لزم الأمر لكن هذا لا يحدث إلا فى حالات مصالح الدول الكبرى فقط .
والمفترض أيضاً أنه عندما يؤدي النزاع إلى أعمال عدائية، يكون الشاغل الأساسي للمجلس هو وضع حد لتلك الأعمال بأسرع ما يمكن وفي تلك الحالة للمجلس أن يقوم بما يلي إصدار توجيهات بوقف إطلاق النار مما يساعد على منع تصعيد النزاع ، إيفاد مراقبين عسكريين أو قوات لحفظ السلام للمساعدة في تخفيف حدة التوترات وللفصل بين القوات المتعادية وإحلال جو من الهدوء يمكن فيه السعي إلى تسوية سلمية وعلاوة على ذلك، للمجلس أن يقرر اتخاذ تدابير للإنفاذ ، تشمل ما يلي الجزاءات الاقتصادية ، وحظر توريد الأسلحة، والعقوبات والقيود المالية، وحظر السفر وقطع العلاقات الدبلوماسية والحصار أو حتى العمل العسكري الجماعي وغيرها من الإجراءات التى تكفل الحفاظ على السلم الدولى .
ومن أبرز الإخفاقات التى شهدها مجلس الأمن ووقف عاجزاً عن التحرك بشأنها العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 الذي تدخل على أثره الرئيس الأميركي آيزنهاور لإجبار بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على الانسحاب من مصر ، لاعتبارات المصلحة الأمريكية ، وبعدها وافقت مصر على نشر قوات حفظ السلام فوق أراضيها استجابة للوساطة الدبلوماسية التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة حينها داغ همرشولد.
وجاءت حرب الكونغو عام 1960 لتكشف سلبية المجلس وعجزه عن التحرك حتى وصل الأمر إلى هجوم الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشيف على الأمم المتحدة والمطالبة باستقالة أمينها العام همرشولد. واتهامه للمنظمة بالخضوع لأمريكا ، وفى عام 1962 نصب الاتحاد السوفيتي صواريخه في كوبا، و تدخل الأمين العام يوثانت بهدف لمنع أمريكا من استخدام سلاح الردع النووي ضدها وهو ما يكشف أن التدخل يكون لحماية مصالح الدول الكبرى فقط .
وتسبب ضعف دور المجلس عام 1974 فى شطر جزيرة قبرص إلى جزئين الأول قبرصى والآخر تركى لعجزه عن احتواء النزاع المسلح بين الجاليتين اليونانية والتركية في قبرص لإرسال قوات حفظ السلام للفصل بين المتقاتلين. متأخراً ،لم تتمكن من منع الجيش التركي عام 1974 من النزول في المنطقة الشمالية ما تسبب فى الانشطار
وبدا الدور السلبى للمجلس عام 1967 أثناء إسرائيل على مصر وسوريا و احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية وصحراء سيناء ومرتفعات الجولان رغم إصداره قراره الشهير الرقم 242 الذي يجيز للمنظمة اتخاذ الإجراءات كافة الضرورية لتنفيذه، إلا أن إسرائيل تجاهلت المجلس وقبلت فقط بمبدأ التفاوض ،ثم جاء غزو لبنان عام 1978 الذى تكرر عام 1982 وسط سلبية مفضوحة من مجلس الأمن إلا انه تدخل بما يخدم مصالح أمريكا فى مواقف عدة كما حدث فى العراق ، وفى حالة تحفظه تتحرك قوى أخرى مثل أمريكا وحلف شمال الاطلنطى ” الناتو ” للقيام بدور المفروض أن يقوم به هو إلا أن الاعتبارات الدولية تحول دون ذلك ، رغم أنه المنظمة الدولية المنوط بها منح الشرعية للتدخل الخارجي فى حالات : قتل شعب، وتطهير عرقي، واقتراف جرائم حرب، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية حيث ينص ميثاق الأمم المتحدة على ضرورة التدخل في حال فشلت الدولة في حماية مواطنيها من الفظائع الجماعية أو في حال فشلت المساعي السلمية لإجبارها على ذلك. عندئذ تبرز مسؤولية الأسرة الدولية للتدخل عبر العقوبات الاقتصادية، أولاً أو عبر التدخل العسكري و ويقتضي التدخل العسكري استخدام مجلس الأمن لإصدار قرار على أساس الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة العسكرية لمنع أعمال تضر بمسيرة السلام.